أكد المشاركون ،اليوم الاربعاء ،في الملتقى المحلي الأول للبيئة بأيت أورير (34 كلم من مراكش) أن التطور الذي يعرفه المغرب حاليا في شتى المجالات يستدعي من الجميع الانخراط بشكل فعال وفعلي للمحافظة على البيئة والحد من تدهورها. وأجمعوا خلال هذا اللقاء ،المنظم على مدى ثلاثة أيام من قبل جمعية "المستقبل للأوراش والتنمية" حول موضوع "التربية البيئية في خدمة التنمية المحلية"، أنه بالرغم من الجهود المبذولة لاحتواء هذه الاكراهات الناجمة عن هذا التطور علاوة على إشكالية الاحتباس الحراري وذوبان الثلوج التي تؤثر سلبا على البيئة، فإن المغرب مطالب بوضع استراتيجيات محددة وعقلانية للحد من هذا التلوث والمحافظة على البيئة وتنوعها الطبيعي. كما أكدوا على أهمية القيام بحملات مستمرة للتحسيس بأهمية المحافظة على البيئة خاصة داخل المؤسسات التعليمية، مشيرين الى أن النزوح المتنامي للأشخاص من القرية الى المدينة يساهم بشكل كبير في التدهور البيئي. وشددوا على ضرورة انخراط كافة المتدخلين من مجتمع مدني وسلطات محلية ومنتخبين للحد من التأثيرات السلبية الناجمة عن التدهور البيئي والعمل على صياغة مشاريع مندمجة لتفعيل مفهوم المحافظة على البيئة. ونوهوا بهذه المناسبة بالدور الفعال الذي تضطلع به المؤسسات التعليمية والجمعيات المدنية في التأطير والتحسيس بأهمية المحافظة على البيئة، معربين عن أملهم في أن تنبثق عن هذا اللقاء خلاصات وتوصيات من شأنها تحسين المستوى البيئي بمدينة أيت أورير وجهة مراكش تانسيفت الحوز بصفة عامة. وفي كلمة بالمناسبة سجل عميد كلية العلوم السملالية التابعة لجامعة القاضي عياض السيد محمد لوديكي أن المغرب عرف خلال السنوات الاخيرة إقلاعا إقتصاديا كبيرا وذلك بفضل التطور الذي حققه في المجالات السوسيو- اقتصادية الاساسية، ملاحظا أن هذا التطور كانت له انعكاسات سلبية على جودة البيئة والموارد الطبيعية. وبعد أن أبرز الانجازات التي حققها المغرب منذ سنوات على المستوى المؤسساتي والتنظيمي والتقني والاليات الضرورية التي يتوفر عليها المغرب في مجال تدبير البيئة، أشار السيد لودبكي الى بعض المناطق التي لا تزال تتأثر بفعل التدهور البيئي المرتبط بالخصوص بانعدام التطهير والتدبيرغير المعقلن للنفايات وتدهور جودة الهواء وانعدام توازن التنوع الطبيعي. وبهذه المناسبة نظم معرض للأنشطة التي قامت بعض الجمعيات المحلية في مجال المحافظة على البيئة وتكريم بعض الفاعلين الجمعويين الذين ساهموا بشكل كبير في التحسيس بأهمية المحافظة على التنوع البيئي بالاقليم.