يحظى المغرب بحضور متميز في الدورة ال33 للمعرض المهني للسياحة بباريس (توب ريزا) أكبر معارض مهنيي السياحة في فرنسا الذي افتتح أمس الثلاثاء بباريس في ظل ظرفية إقليمية صعبة. ويعرف الجناح المغربي، الذي يشرف عليه المكتب الوطني المغربي للسياحة، مشاركة نحو 30 عارضا من بينهم شركة الخطوط الملكية المغربية والمجالس الجهوية للسياحة وممثلي عدد من الفنادق ووكالات الأسفار والمنعشين السياحيين، وجميعهم معبأون للتقارب والتفاوض وتدبير وفهم تطورات الأسواق السياحية. وبحسب وزير السياحة السيد ياسر الزناكي، فان المشاركة المغربية في هذا المعرض تبدو منذ الانطلاق جيدة وفعالة كما تبرهن على ذلك التعبئة الحقيقية للعارضين المغاربة والتعاطف الذي تتمتع به وجهة المغرب لدى المهنيين الفرنسيين الذين لهم ولع خاص بهذه الوجهة. وأضاف السيد الزناكي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة افتتاح المعرض، أنه بعد "مرحلة صعبة، فإننا نسخر اليوم كل الإمكانيات، ومن بينها القيام بحملة تواصلية مكثفة" لتجاوز هذه المرحلة. وأكد الوزير، من جهة أخرى، أن ظرفية اقتصادية جديدة تلوح في الأفق في ظل أزمة الديون السيادية الأوروبية وانعكاسها على الأسواق المالية، غير أنه أعرب عن ثقته في تجاوزها لأن "المغرب الذي استطاع أن يتجاوز جميع الأزمات قادر على الصمود أمام هذه الأزمة". ومن جهته، أكد المدير العام للمكتب الوطني المغربي للسياحة السيد حميد عبدو، في تصريح مماثل، أن سنة 2011 "لن تكون سهلة" بالنسبة للقطاع السياحي. ولاحظ بأن السياحة المغربية سجلت طورين مختلفين خلال السنة الجارية "الأول تميز بزيادة كبيرة خلال الأربعة أشهر الأولى من السنة، والثاني بالتراجع ابتداءا من بداية شهر ماي الماضي، وذلك بسبب حادث التفجير الذي وقع في مراكش والأزمة الاقتصادية العالمية". وأضاف المدير العام للمكتب الوطني المغربي للسياحة أن القطاع السياحي بدأ يستعيد عافيته، منذ بداية شهر شتنبر الجاري، كما يؤكد ذلك مهنيو السياحة المغاربة والفرنسيين، مشيرا إلى أن هذه الانتعاشة تمت بفضل "صورة المغرب" والتعبئة الكبيرة للمهنيين المغاربة والفرنسيين. وأعلن السيد عبدو أن مجموعات سياحية، من بينها مجموعات لرجال الأعمال تستعد للقدوم إلى المغرب من أجل إقامة والمشاركة في مؤتمرات، وأن هذا الأمر يثبت بأن وجهة المغرب تحظى "باستعادة الثقة"، معربا عن أمله في أن تكون هناك زيادة كبيرة في عدد السياح القادمين وبالتالي اختتام الموسم في "أحسن الظروف". وعلى صعيد آخر، يستهدف المكتب الوطني المغربي للسياحة، خلال الدورة الحالية للمعرض المهني للسياحة بباريس، جميع الوجهات بالمغرب مع إعطاء أولوية لوجهات مراكش وأكادير والدارالبيضاء وفاس، بالإضافة إلى ورزازات والصويرة وطنجة. وإلى جانب المشاركة في هذا المعرض، فإن المغرب يقوم بحملة تواصلية كبيرة في الخارج، وخاصة عبر القنوات التلفزية والاذاعات، كما أن حملة أخرى من المقرر أن تنطلق منتصف شهر أكتوبر المقبل في أوروبا، وخاصة في فرنسا، وفق ما تم الإعلان عنه. ويعد المغرب الوجهة الأولى غير الأوروبية بالنسبة للفرنسيين الذين زار أكثر من 11ر1 مليون منهم المملكة ما بين شهري يناير ويوليوز 2011 بزيادة نسبتها 4 في المائة مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية. وتشهد الدورة الحالية لمعرض "توب ريزا"، الذي يعد موعدا مرجعيا للمهنيين من أجل التواصل والتباحث وفهم التطورات التي يعرفها القطاع السياحي، على الخصوص، مشاركة حوالي 1200 عارض (وكالات أسفار ومكاتب للسياحة وشركات للطيران وسلسلة فنادق وغيرها)، ومن المرجح أن يستقبل نحو 27 زائرا. ومن جهة أخرى، يشارك المغرب في حدثين ينظمان في إطار هذا المعرض، ويتعلق الأمر ب"المنتدى الدولى للسياحة الثقافية" المنظم بشراكة مع اليونسكو وبمنتدى "التنمية المستدامة والسياحة".