انطلقت اليوم السبت بمراكش، أشغال ورشة جهوية حول موضوع "بناء الديمقراطية.. إدماج الشباب والمجتمع المدني"، وذلك بمشاركة الشباب ومنظمات المجتمع المدني بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وممثلين عن مجموعة الثمانية. وتدخل هذه الورشة، المنظمة على مدى يومين، في إطار منتدى المستقبل الثامن تحت الرئاسة المشتركة لفرنسا والكويت، ومسلسل الحوار الذي وضع بشراكة مع مجموعة الثمانية في أفق تثمين العمل بين المجتمعات المدنية والحوار بين الحكومات وهذه المجتمعات المدنية. وحسب ممثل وزارة الشؤون الخارجية الفرنسية، فإن هذه الورشة تكتسي أهمية قصوى بالنظر إلى كونها تنعقد بالموازاة مع التحولات الهامة التي تشهدها المنطقة. وأضاف أن هذه الورشة تأتي امتدادا لورشتين أخريين انعقدتا على التوالي خلال شهري ماي ويونيو المنصرمين بكل من الكويت ومارسيليا حول المساواة بين الجنسين وقضايا التشغيل والاندماج الجهوي والاقتصاديات. وتدخل هذه الورشات، يضيف المسؤول الفرنسي، في إطار التحضير للقاء الوزاري المزمع عقده خلال شهر نونبر المقبل بالكويت، والذي سيخصص للحوار مع المجتمعات المدنية والهادف إلى وضع ملخص لعمل منتدى المستقبل على مدى سنة. وقال إن الهدف الأساسي من هذه الورشات هو الخروج بتوصيات بناءة وقابلة للتطبيق سيتم تقديمها إلى الحكومات، خاصة في إطار ما يسمى بشراكة " دوفيل" التي تم وضعها لمواكبة التحولات الديمقراطية ومسلسل الإصلاحات الجارية حاليا بالمنطقة. ومن جانبه، أوضح ممثل وزارة الخارجية الكويتي المستشار ناصر محارب الهين أن التحولات التي ميزت منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الآونة الأخيرة جاءت لتؤكد رغبة وإرادة شعوب هذه المنطقة لتحقيق الديمقراطية والحرية والعدالة والتنمية الاقتصادية والقضاء على آفتي الفقر والبطالة، معتبرا أن عوامل تحقيق هذا المبتغى تستدعي تظافر جهود كافة المكونات من مجتمع مدني وقطاع الأعمال وحكومات. وبعد أن شدد على أهمية مراجعة المناهج التعليمية لكي تتوافق مع المتغيرات المحلية والإقليمية والدولية بهذه الدول، أكد السيد ناصر محارب على أن الديمقراطية الناجحة تأتي من خلال تنامي الوعي السياسي بقيم المشاركة والبناء القانوني والمؤسساتي لمكونات الدولة مما ينتج عنه مجتمع قوي وناضج ودولة قوية منفتحة وحديثة تستمد قوتها من الشعب. أما رئيسة المنظمة المغربية لحقوق الإنسان السيدة أمينة بوعياش، فأوضحت من جهتها أن انعقاد هذه الورشة يأتي في ظروف إقليمية بالغة التعقيد وأن المنظمة تتابع باستنكار وبقلق وانشغال أوضاع حقوق الإنسان بالمنطقة، مشيرة إلى أن هذه الأوضاع التي تتسم بعدم الاستقرار وعدم احترام مقتضيات القانون، تهدد بنسف المكتسبات الفتية التي تحققت بشأن حقوق الإنسان وإقرار السلم على صعيد المنطقة. وعبرت السيدة بوعياش عن أملها في أن يشكل المنتدى المقبل "لحظة لإحلال السلم والمصالحة بهذه المنطقة التي تعد من بين أكبر مناطق العالم من حيث الانتهاكات الجسيمة للحرية وحقوق الإنسان". وسيناقش المشاركون في الورشة، في إطار ست ورشات عمل، محاور تهم "الدينامية الجديدة للشباب والمجتمع المدني بالمنطقة" و"معوقات وأشكال التقدم في مسار الديمقراطية" و"إدماج الشباب والمجتمع المدني بالفضاء العام" و"إطارات وآليات التعاون من أجل الديمقراطية" و"الشغل وفرص الشباب الاقتصادية" و"الصحافة والإعلام بالفضاء العام". وقد تميزت الجلسة الافتتاحية لهذا اللقاء بحضور مستشار صاحب الجلالة الملك ورئيس مؤسسة "أنا ليند" الأورو-متوسطية للحوار بين الثقافات السيد أندري أزولاي.