بحث المجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في دورته ال 120 التي عقدها اليوم الأحد بمدينة جدة، تطورات عدد من القضايا السياسية دوليا واقليميا ومسيرة العمل الخليجي المشترك. وذكر بيان صحفي صدر في ختام اجتماع هذه الدورة برئاسة الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير خارجية الإمارات العربية المتحدة رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري، أن المجلس جدد التزامه بدعم استقرار وأمن مملكة البحرين. وأكد المجلس الوزاري الخليجي، من جهة أخرى، على مواقف دول المجلس الثابتة لنبذ الارهاب بكافة أشكاله وصوره ومهما كانت دوافعه ومبرراته وأيا كان مصدره. كما أكد، في هذا السياق، تأييده لكل جهد اقليمي ودولي يهدف إلى مكافحة الارهاب ، داعيا المجتمع الدولي إلى تفعيل ما تنادى به المجلس لإنشاء مركز دولي لمكافحة الارهاب لتبادل المعلومات والخبرات وتنسيقها بين الدول لرصد ومراقبة تحركات المنظمات والعناصر الارهابية وإحباط مخططاتها. وفيما يخص العلاقات مع ايران أكد المجلس مجددا على أهمية الالتزام بالمرتكزات الاساسية للعلاقات بين الجانبين، وبمباديء حسن الجوار والاحترام المتبادل ،وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وحل الخلافات بالطرق السلمية. وأعرب عن قلقه الشديد من استمرار التصريحات الاستفزازية للمسؤولين ووسائل الاعلام الايرانية تجاه عدد من دول مجلس التعاون ، داعيا ايران إلى وقف هذه التصريحات والحملات الاعلامية التي لا تخدم تحسين العلاقات بين الجانبين وتحقيق الأمن والإستقرار بالمنطقة. وبخصوص الوضع العربي الراهن استعرض المجلس -حسب البيان- تطورات القضية الفلسطينية ومستجدات الوضع الراهن، مؤكدا أن السلام الشامل والعادل والدائم لا يتحقق إلا بالانسحاب الاسرائيلي الكامل من كافة الأراضي العربية المحتلة الى خطوط الرابع من يونيو 1967 في فلسطين والجولان العربي السوري المحتل والأراضي التي لا زالت محتلة في جنوب لبنان. وأدان المجلس الانتهاكات الاسرائلية العدوانية ضد قطاع غزة والاراضي المصرية وما قامت به من هدم وتدنيس لدور العبادة، معتبرا أنها تمثل خرقا لكافة القوانين والاعراف الدولية وتعرض أمن واستقرار المنطقة للخطر. وطالب المجلس الوزاري المجتمع الدولي واللجنة الرباعية بالتدخل والقيام بمسؤولياتها لاتخاذ الاجراءات اللازمة للضغط على اسرائيل لوقف مثل هذه الممارسات العدوانية وتحميل اسرائيل المسؤولية القانونية والمادية تجاه ذلك. كما استنكر استمرار الحكومة الاسرائيلية في بناء آلاف الوحدات الاستيطانية في القدسالشرقية والأراضي الفلسطينيةالمحتلة، واعتبر ذلك استمرارا للسياسات الاسرائيلية في التنصل من استحقاقات السلام، وإغلاقا لكل الأبواب أمام أية فرصة لاستئناف المفاوضات المتعثرة مع الجانب الفلسطيني. وفي الشأن اليمني جدد المجلس قلقه العميق لاستمرار تدهور الأوضاع في اليمن، وحث كافة الأطراف على ضبط النفس، وتحكيم العقل لتجنيب البلاد مخاطر الانزلاق الى المزيد من العنف والاقتتال. وأهاب بجميع الأطراف العمل على تهيئة الظروف والأجواء المناسبة لتعزيز الثقة للانتقال السلمي للسلطة، معربا عن دعم دول المجلس لكل الجهود الرامية إلى حقن الدماء والحفاظ على أمن واستقرار ووحدة اليمن. وبخصوص الشأن السوري عبر المجلس الوزاري عن بالغ أسفه لاستمرار الأحداث التي تمر بها سورية والتي نتج عنها سقوط أعداد كبيرة من القتلى والجرحى من المدنيين. وأشار المجلس في بيانه إلى أن دول المجلس إذ تؤكد حرصها على أمن واستقرار ووحدة سورية فإنها في الوقت ذاته تعرب عن قلقها العميق من استمرار نزيف الدم في سورية وتزايد أعمال العنف واستخدام الآلة العسكرية. وتطالب دول المجلس يضيف البيان بالوقف الفوري لآلة القتل وإزالة أية مظاهر مسلحة ووضع حد لاراقة الدماء، واللجوء إلى الحكمة، والعمل على تفعيل إصلاحات جادة وفورية تلبي تطلعات الشعب السوري، والعمل على تطبيق كافة بنود المبادرة العربية التي اعتمدها مجلس الجامعة العربية في دورته غير العادية خلال الشهر الماضي.