يشارك 50 شابا وشابة من فروع منظمة العفو الدولية بالمغرب والشرق الأوسط وشمال إفريقيا والاتحاد الأوروبي، خلال الأسبوع الجاري بوزنيقة، في المخيم الوطني الثالث عشر لشباب أمنيستي من أجل تعبئة وتأهيل الشباب للانخراط في التغيير الذي تشهده المنطقة والنضال من أجل حقوق الإنسان عبر العالم. ويتوخى المخيم، الذي افتتحت أشغاله صباح اليوم الإثنين وينظمه فرع منظمة العفو الدولية بالمغرب إلى غاية 10 شتنبر الجاري تحت شعار "لنغير عالمنا"، إحداث حوار بين الشباب حول قضايا الديمقراطية والمواطنة وحقوق الإنسان، وتشجيع التغيير وتأهيل الشباب للمطالبة بحقوقهم، وزيادة اهتمامهم بالشأن العام، ووضع استراتيجيات لتعزيز حقوق الإنسان ونشر ثقافتها، والتصدي للانتهاكات. كما يهدف المخيم إلى تعريف الشباب بجهود المنظمة ونضالاتها في التصدي لانتهاكات حقوق الإنسان عبر العالم، وتعزيز دورهم في حماية حقوق الإنسان، وتنشيط النقاش العام حول قضايا التنمية والفقر والإقصاء الاجتماعي، وتعبئة الشباب لإسماع صوتهم والدفاع عن الكرامة والحرية في سياق الحراك المدني الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وفي كلمة افتتاحية، أوضح المدير التنفيذي لفرع أمنيستي بالمغرب السيد صلاح العبدلاوي، أن هذا المخيم الحقوقي يتزامن مع تخليد الذكرى الخمسين لميلاد منظمة العفو الدولية، ومع الانخراط الفعال للشباب وقيادته في المسيرات الشعبية السلمية في ظل الحراك الذي تشهده عدة بلدان عربية للمطالبة بالديمقراطية وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية. وأعرب عن أمله في أن يشكل هذا المخيم التكويني منطلقا لتوسيع مجالات التعاون والتنسيق وتبادل الخبرات بين شباب بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لمواجهة التحديات التي تعرفها المنطقة والعالم، بما في ذلك العولمة والتراجع في حماية حقوق الإنسان بذريعة "مكافحة الإرهاب"، وتنامي النزاعات المسلحة والفقر وإخلال الحكومات بالتزاماتها الدولية المتعلقة بتحسين معيشة السكان وتقليص الفوارق الاجتماعية. من جانبها، قالت ممثلة الأمانة العامة لمنظمة العفو الدولية بلندن سارة أتكينسون إن الشباب اليوم يشكلون أغلبية السكان في مجتمعات العالم، خاصة في البلدان النامية، وإن هذه الفئة تعيش مظاهر متباينة من المعاناة سواء في البلدان المتقدمة أو النامية. وأضافت أن تنظيم هذا المخيم يستجيب لحاجة الشباب عبر العالم اليوم لتوظيف مهاراتهم وقدراتهم بشكل أمثل للمساهمة في التغيير المنشود ونشر مبادئ حقوق الإنسان، ولتبادل التجارب والأفكار والاطلاع على واقع كل بلد على حدة. وتشمل أنشطة المخيم تنظيم ورشات وندوات فكرية وتحسيسية وموائد مستديرة حول حقوق الإنسان والكرامة الإنسانية، وفقرات ترفيهية، وورشات تطبيقية حول استخدام شبكة الأنترنت في التعبئة والتواصل لصقل مهارات الشباب وتمكنيهم من أدوات النضال الرقمي، وتبادل المعلومات من أجل المساهمة الفعالة في الحملات والتحركات العالمية لنصرة ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان. وسيعمل الشباب، الذين تترواح أعمارهم ما بين 18 و22 سنة ويؤطرهم عدد من الخبراء ونشطاء حقوق الإنسان على المستويين الوطني والدولي، على وضع خطة عمل لشباب المنطقة من أجل حقوق الإنسان، إلى جانب تمكنهم من لقاء مسؤولين حكوميين ومناقشتهم في مواضيع تتعلق بحقوق الإنسان.