افتتح مساء أمس الثلاثاء برواق باب الرواح بالرباط، معرض للفنان الفرنسي برترون موشن يحمل عنوان "المعنى"، عبارة عن لوحات تعتمد الكولاج وتحمل إبداعا كبيرا من أشياء بسيطة. ويضم المعرض المنظم من قبل وزارة الثقافة عددا كبيرا من اللوحات تتراوح أحجامها بين المتوسط والكبير، وألوانها بين الغامق، من أسود وبني وأزرق، وفاتح مرح من أصفر وأخضر وأحمر وبني فاتح وأبيض وأزرق سماوي. كما تتميز اللوحات، التي اختار لها واضعها ورق الجرائد كسند، باختلاف أشكالها، من مستطيلات ومربعات إلى أسهم تذهب في جميع الاتجاهات إلى أبواب عتيقة توجد وسط مربعات إلى عيون أنثوية مغمضة عبر المستطيلات وكأنها ترفض رؤية بشاعة العالم إلى أجساد تمشي وكأنها تركض أو واقفة وكأنها تتأمل شيئا غير واضح، تعبرها في معظم الأحيان خطوط سوداء على بياض الجريدة وأحيانا أخرى تكتسي ألوان الجريدة ذاتها. ورد الفنان برترون موشن في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، اختلاف الألوان بين غامق وفاتح إلى وجود مراحل معينة تكون فيها الجرائد التي يعتمدها تخرج كلها بألوان معينة، ولاحظ أن الفترات "الحزينة" كحرب الخليج مثلا، كان من الصعب فيها العثور على غير اللونين الأزرق والأسود، حيث اضطر إلى الاشتغال بهما. وقال بعد صمت قصير: "بالنظر إلى كوني لا أستعمل الصباغة، وأقتصر على الألوان الموجودة في الجرائد، فإنه يخيل إلي أنني أعيد تشكيل وجه المجتمع، حيث أبرز الأشياء المرحة والممتعة عندما يكون الأمر عاديا وأبرز الأشياء القاسية والمقيتة عندما يكون هناك ما يعكر صفو الحياة العادية". وأوضح أن اهتمامه ينصب على تيمتين أساسيتين هما "المعنى" والوقت"، وبعد أن شرح علاقته بتيمة المعنى، التي تبرز من خلال الأشكال التي تتخذها لوحاته، بالنظر إلى "كوننا لسنا كلنا طيبون ولا كلنا أشرار"، قال إن تيمة "الوقت" تهمه، على اعتبار أن المرء لا يستطيع التحكم فيه. وأضاف أنه يعتبر نفسه "عامل اللوحة"، وأنه لم يختر المربعات والمستطيلات بشكل اعتباطي، بل اختارها لملاحظته أن أهم ما ابتدعته الإنسانية هو الزاوية المستقيمة والمكعبات والمستطيلات، وأنها تختزل في ذلك جميع التناقضات بين جزءين كبيرين في هذه الحياة هما الخير والشر. واعتبر أنه شاهد على زمنه وجيله، جيل "الورقي" وليس "تكنولوجيا المعلومات"، وأنه بدأ منذ 15 سنة يشتغل على ورق جريدة "لوموند"، لأنه سهل التمزيق من جهة ولجودته من جهة أخرى، لكنه أصبح حاليا يشتغل على "لوماتان" و"ليكونوميست"، لكونهما يستوفيان نفس الشروط. وعن التقنية المستعملة، تحفظ قليلا في الإدلاء بما يستعمله في اللوحة واكتفى بالقول: "الأهم هو أنني لا أستعمل الصباغة، وأشتغل على ورق الجرائد بطريقتي الخاصة. هذا كل ما أستطيع قوله".