شهدت عدد من مدن المملكة اليوم الأحد مسيرات وتجمعات شارك فيها أزيد من 90 ألف شخص عبروا خلالها عن تأييدهم للدستور ودعمهم الكامل لمسلسل الإصلاحات التي يعرفها المغرب بقيادة جلالة الملك محمد السادس. وتأتي هذه المسيرات غداة الاستفتاء الدستوري الذي شهدته المملكة أول أمس الجمعة والذي صوت فيه المغاربة بكثافة لصالح الدستور الجديد بنسبة بلغت 50ر98 في المائة. وجدد المشاركون في هذه المسيرات والتظاهرات التي نظمتها هيئات سياسية ونقابية وفعاليات من المجتمع المدني التأكيد على أن الدستور الجديد يشكل منعطفا تاريخيا نحو بناء الصرح الديمقراطي ودولة الحق والقانون وتعزيز الحريات والحقوق والعدالة الاجتماعية. وبخصوص المدن الكبرى، سجلت مدينة الدارالبيضاء أكبر عدد من المشاركين (20 ألف) متبوعة بمدينة فاس (10 ألف) ثم تطوان والداخلة وكرسيف (6 آلاف) ومراكش (3500). ورفع المشاركون في هذه التظاهرات لافتات مؤيدة للدستور الجديد وللمستجدات الهامة التي جاء بها والمتمثلة أساسا في توسيع صلاحيات رئيس الحكومة والبرلمان ،ودسترة حقوق الانسان والمساواة بين المرأة والرجل، ودسترة اللغة الأمازيغية ،وتكريس فصل السلط ، وتدعيم حقوق المعارضة. وبتصويت غالبية المغاربة لصالح الدستور يكون المغرب قد دشن مرحلة جديدة في مسار تعزيز نموذجه الديمقراطي التنموي، إذ أن النص الجديد يكرس الدعائم الأساسية للهوية المغربية ويعزز نظام الحكم المتمثل في الملكية الدستورية الديمقراطية، البرلمانية، والاجتماعية.