استقطبت الدورة الثالثة عشرة للألعاب العالمية الصيفية للأولمبياد الخاص، التي تحتضنها العاصمة اليونانية أثينا إلى غاية رابع يوليوز القادم، أزيد من 25 ألف من الشباب الذين هبوا دون تردد للمساعدة في إنجاح هذا الحدث الرياضي العالمي الذي يهم فئة من الرياضيين ذوي احتياجات خاصة . فقد شكل العمل التطوعي الذي يقوم به هؤلاء المتطوعون والمتطوعات ثمرة أخرى تضاف إلى ثمار الأولمبياد الخاص ، الذي خلق حالة من التكاتف والتماسك الاجتماعي وتحفيز الطاقات الشابة التي لامست فرصة لإثبات قدرتها على العطاء بلا حدود. فبعض المتطوعين يعيشون هذه التجربة للمرة الأولى، والبعض الآخر قدم عصارة خبرته في العمل التطوعي، وكلهم يعيشون أوقاتاً متميزة ، يتعلمون خلالها الكثير ويعطون ويجزلون العطاء ، ولكنهم يأخذون في المقابل فيضاً من المشاعر الإنسانية ومتعة العطاء التي لا توازيها متعة أخرى. وبات العمل التطوعي في الأولمبياد الخاص بالنسبة لهذه الفئة من الشباب أسلوب حياة وابتعاد عن الأنا والنظر خارج حدود الذات بغية بلوغ حالة من الشعور بالانتماء إلى المجتمع ومساعدة رياضيي الأولمبياد على صنع الإنجازات وبالتالي نقل ثقهم بالنفس إلى الأشخاص الذين يقومون بمساعدتهم ، وهو الهدف الذي تصبو إليه الحركة في مختلف بقاع العالم . ويتوزع المتطوعون في الدورة الثالثة عشرة للألعاب العالمية الصيفية على لجان متعددة، وهي اللجنة الطبية ويشارك فيها متطوعون من الهلال الأحمر، واللجنة الرياضية وتضم متطوعين من الجامعات الرياضية اليونانية ، ولجن الإعلام والنقل والإيواء. فالعمل التطوعي ، الذي يعد مسؤولية مجتمعية وشراكة وتكامل بين جميع أسرة الأولمبياد الخاص، يأتي تأكيداً لما يشهده العالم من تطور وسمو في نظرته للعمل الاجتماعي بشكل إيجابي إذ بات جزء لا يتجزأ من ثقافة المجتمعات المتطورة بما تمثله من منظومة القيم والمبادئ والأخلاق و الممارسات اليومية. فنجاح حركة الأولمبياد الخاص يرتكز في المقام الأول على إيمان إنساني عميق بحق هذه الفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة في أن تلقى رعاية واهتماما من كل فئات المجتمع وأن يساهم الكل معا في انضمامها إليه وتحسيسها بأنها لا تقل بأي حال من الأحوال عن أقرانهما الأسوياء . وحركة الأولمبياد الخاص كانت قد انطلق سنة 1968 بعمل تطوعي بعد أن تحولت لحظة حلم إنساني راود السيدة يونيس كينيدي شرايفر، شقيقة الرئيس الأمريكي الراحل جون كينيدي والذي بدأته بشقيقتها روز ماري التي ولدت بإعاقة ذهنية حيث كانت بمثابة أم لها فبدأت تفكر في أن تجعلها تمارس أي نشاط إنساني يسهل عليها. واكتشفت يونيس شرايفر عالم الرياضة، تلك البوابة السحرية التي خرجت منها روز ماري، لتصبح كياناً جديداً في المجتمع وعضواً نافعاً وتلتزم بالقسم الذي أطلقته يونيس "دعني أفوز... فإن لم أستطع... دعني أكون شجاعاً في المحاولة" وتحول الحلم إلى حقيقة وبدلاً من روز ماري اللاعبة الوحيدة في العالم أصبح اليوم يشارك في برنامج الأولمبياد الخاص الدولي آلاف اللاعبين واللاعبات يمثلون أكثر200 برنامج في ما يزيد عن 180 بلدا من مختلف أرجاء العالم. وكان العمل التطوعي ودوره في تنمية حركة الأولمبيد الخاص ، من بين المحاور الأساسية التي ارتكزت عليها اشغال المؤتمر الاستراتيجي العالمي للأولمبياد الخاص، الذي احتضنته مدينة مراكش في يونيو سنة 2010 تحت الرئاسة الفعلية لصاحبة السمو الملكي الأميرة للا آمنة ، رئيسة الأولمبياد الخاص المغربي.