المغربية بالجمعية الوطنية يقوم بزيارة إلى المغرب تستغرق يومين. وأبرز السيد أكويير، في تصريح للصحافة عقب هذا اللقاء، الذي حضره سفير فرنسا بالمغرب، أن المباحثات تمحورت حول عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، مجددا التأكيد على الروابط الوثيقة التي تجمع بين المغرب وفرنسا وكذا بين برلماني البلدين. واعتبر أن المغرب يعد نموذجا في مجال التحديث الذي يتم تسريع وتيرته عبر الانخراط في ورش الاصلاحات الدستورية. وأشار الى أن المغرب وفرنسا يدبران مشاريع مشتركة في إطار الشراكة بينهما، ولاسيما من خلال الاتحاد من أجل المتوسط، مشيدا في هذا الصدد بانتخاب السيد يوسف العمراني أمينا عاما لهذه المنظمة. وحول قضية الصحراء، أكد رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية، أن فرنسا تدعم بقوة الموقف المغربي "بالشكل الذي يراه المغاربة صالحا لمستقبلهم". من جهته، أوضح السيد بيد الله، في تصريح مماثل، أن هذا اللقاء تناول على الخصوص الاصلاحات التي يشهدها المغرب وإشكاليات الامن والهجرة السرية، والاتحاد من أجل المتوسط وقضية الصحراء. وأوضح أنه تم التطرق "إلى التحولات التي تعيشها بلادنا والنموذج المغربي الذي نبنيه خصوصا بعد خطاب 9 مارس"، مضيفا "تحدثنا أيضا عن إشكالية الهجرة السرية والاشكالات الامنية بالاخص في الساحل الصحراوي وبناء المغرب العربي، وكيف يمكن للمغرب أن يضطلع بدور هام خدمة للامن والاستقرار والتقدم والازدهار في منطقة المتوسط العريقة بتاريخها والقوية بالعلاقات التي تربط بين بلدان الجنوب والشمال". وبخصوص قضية الصحراء، قال السيد بيد الله إن فرنسا "تساند مساندة ذكية وموضوعية الحل الذي قدمه المغرب لمشكل الوحدة الترابية، أي حكم ذاتي واسع يمكننا في المستقبل أن نذهب مع الجيران يدا في يد في إطار حل لا غالب فيه ولا مغلوب، يخدم بصفة خاصة المصالح العميقة للمغرب العربي، والمصالح الموضوعية والذاتية لسكان الصحراء بمن فيهم أولئك الذين يتمتعون بالحرية في الاقاليم الجنوبية وبمن فيهم كذلك ما يسمى بلاجئي مخيمات تندوف الذين يعيشون في أوضاع صعبة جدا". وبهذه المناسبة، عبر السيد بيد الله عن اقتناعه بأن "هذا الحل هو الذي سيمكن هؤلاء من العودة الى وطنهم ومن تسيير شؤونهم بأنفسهم في جو تسوده روح الديمقراطية والاحترام المتبادل والوسائل الجديدة للعيش، ولاسيما بالنسبة للأجيال الجديدة التي تبحث عن أفق رحب للعيش في زمنها وليس في زمن مضى". من جهة أخرى، وبعد أن وصف العلاقات التي تجمع بين برلماني البلدين ب"الجيدة جدا"، أبرز رئيس مجلس المستشارين أن هناك تنسيقا على مستوى الاتحاد البرلماني الدولي، والاتحاد البرلماني للبحر الابيض المتوسط، مشيرا الى أن العلاقات المتينة والتشاور المستمر بين البرلمانيين المغاربة ونظرائهم الفرنسيين تضمنها علاقات شخصية أخوية وصداقة تنبني على وشائج المحبة التي تجمع بين البلدين الصديقين و جلالة الملك محمد السادس بفخامة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. وأوضح أن هذه العلاقات المتينة بين البلدين هي علاقات لا تخدم فقط مصالح البلدين الشقيقين ولكنها تخدم أيضا مصالح شمال افريقيا ومصالح الامن والسلم في جنوب المتوسط، والامن والسلم العالمي، وكذا الامن والسلم والتقدم والازدهار في القارة الافريقية. كما ذكر السيد بيد الله بزيارة مجموعة الصداقة الفرنسية المغربية في يناير الماضي للاقاليم الجنوبية ولبعض المناطق والتي تم في أعقابها إعداد تقرير "مهم جدا أصبح الآن من الوثائق الرسمية للبرلمان الفرنسي". ومن المقرر أن يجري السيد أكويير الذي يرافقه رئيس مجموعة الصداقة الفرنسية-المغربية السيد جان رواتا إضافة إلى النواب إليزابيت غيغو وجاك دوسالوغر ومشيل هونو، مباحثات مع عدد من المسؤولين المغاربة، إلى جانب لقاء بأعضاء الجالية الفرنسية المقيمة بالمغرب.