دعا كاتب الدولة لدى وزير الداخلية السيد سعد حصار اليوم الثلاثاء بباريس إلى القيام بعمل شمولي بمنطقة الساحل والصحراء حيث يتجمع تجار المخدرات والأسلحة والبشر. وشدد السيد حصار، خلال أشغال الاجتماع الموسع لمجموعة الثمانية المخصص لمحاربة الاتجارة في الكوكايين عبر الأطلسي، على أن فعالية هذا العمل تقتضي ادماج كافة بلدان المنطقة بدون استثناء. وقد ابرزت عدة مراكز استراتيجية ، التداخل بين الشبكات الإجرامية لترويج الكوكايين وبين عناصر الجماعات الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وفي هذا الصدد، دعا السيد حصار إلى تعزيز التعاون الدولي ، بشكل فعال ، لمحاربة المنظمات الإجرامية التي تنشط في مجال الاتجارة في الكوكايين ; خاصة في مجالات تبادل المعلومات ومحاربة تبييض الأموال واتخاذ إجراءات قانونية مشتركة ضد تجار المخدرات والمساعدة المالية لبعض الدول التي تعاني من هذه الظاهرة. وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، الذي تتولى بلاده حاليا رئاسة مجموعة البلدان الصناعية الثمانية، قد اقترح، مساء أمس الإثنين خلال افتتاح هذا الاجتماع، إحداث صندوق دولي يمول من الأموال المصادرة لدى تجار المخدرات لدعم تعزيز قدرات الدول الأكثر هشاشة والتي تعاني أكثر من تجارة المخدرات. من جهة أخرى، أبرز السيد حصار الجهود التي يبذلها المغرب في مجال مكافحة المخدرات بشكل عام والكوكايين بشكل خاص والتي أثمرت نتائج ملموسة كما يدل على ذلك التطور النوعي لعمليات حجز المخدرات. وتتمحور أشغال هذا الاجتماع الذي يضم 23 بلدا إلى جانب عدة منظمات دولية; لا سيما مكتب الأممالمتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة، حول "تنظيم الشبكات الإجرامية" و" تحسين تبادل المعلومات والتعاون الأمني والقضائي والجمركي والبحري" و" سبل أخرى وجوانب وآفاق أخرى" لهذه التجارة. ومن المنتظر أن يتمخض عن اجتماع باريس مخطط عمل ضد مكافحة الكوكايين سيتم عرضه على رؤساء دول وحكومات مجموعة الثمانية خلال مؤتمر القمة المتوقع عقده نهاية شهر ماي بدوفيل (غرب فرنسا). ويرافق السيد حصار في هذا الاجتماع وفد من كبار المسؤولين بوزارة الداخلية المكلفين بالهجرة ومراقبة الحدود والتعاون الدولي، وكذا بالمديرية العامة للأمن الوطني والدرك الملكي.