انطلقت اليوم الأربعاء رسميا بالرباط قافلة الوقاية الطرقية لنقل الإسمنت تحت شعار "احترام قوانين النقل من أجل سلامة أفضل على الطرق". وتتوخى هذه القافلة، التي تم إعطاء انطلاقتها في حفل ترأسه وزير التجهيز والنقل السيد كريم غلاب ورئيس الجمعية المهنية لشركات الإسمنت السيد جون ماري شميتز، تحسيس الزبناء ناقلي الإسمنت من مواقع التصنيع والشحن بأهمية احترام تقنين النقل عموما وتفادي تدهور البنية التحتية الطرقية والتقادم المبكر للشاحنات خصوصا، فضلا عن إخبارهم بالإجراءات المواكبة التي برمجتها الوزارة المعنية لهذا الغرض.
وتشمل القافلة، التي ستنطلق فعليا يومي 27 و28 يناير في وجدة والناظور وتستمر حتى 6 أبريل المقبل بالعيون، تنظيم ورشات تحسيسية ودورات تكوينية لصالح الزبناء ناقلي الإسمنت بمختلف مواقع التصنيع والشحن ينشطها أطر من وزارة التجهيز والنقل واللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير.
وأوضح السيد غلاب، في كلمة بالمناسبة، أن هذه المبادرة ترمي لوضع حد للممارسات المتناقضة لدى جل الشركات الصناعية التي تحرص على احترام المعايير فقط على مستوى نشاطها الداخلي وتتغاضى عن ظروف سلامة نقل المنتوجات وتوزيعها واحترام القانون المعمول به في هذا المجال.
كما أشاد بالدور الرائد للجمعية المهنية لشركات الإسمنت لأنها كانت سباقة لإطلاق مبادرات تحسسية لفائدة المناولين الصناعيين لحثهم على إدماج شق احترام قوانين النقل وعدم الاقتصار فقط على معيار التكلفة، والتي تعزز عملها بعد توقيعها لاتفاقية شراكة مع الوزارة في هذا المجال في فبراير 2007.
واستعرض السيد غلاب الإجراءات التي قامت بها الوزارة لتفعيل هذه الاتفاقية وتسهيل احترام القانون من قبل شركات نقل البضائع، عبر الرفع من حمولة الشاحنات الصغيرة من 8 إلى 14 طنا وإقرار برنامج تجديد حظيرة عربات النقل الطرقي وتفعيل المراقبة الطرقية وبرنامج المحطات الأوتوماتيكية الثابتة لمراقبة حمولات الشاحنات.
من جانبه، أشار السيد شميتز إلى أن السلامة كانت دائما أولوية لدى الإسمنتيين في إطار عمل إرادي وتدرجي يهم التحسيس والتكوين والسهر على احترام الحمولة القانونية وتحديث الحظيرة، داعيا لتعميم هذه التجربة لتشمل باقي القطاعات الصناعية.
وأضاف السيد شميتز أن التجربة تؤكد أن المعامل التي تستثمر في السلامة، رغم تكاليفها، تحقق أحسن الأداءات وتجني فوائد من خلال التقليص من حوادث الشغل وحماية أرواح السائقين والرفع من الفعالية الصناعية.
كما أكد أن نجاح قافلة الوقاية الطرقية على المدى الطويل يستدعي إعداد مقترحات يشارك فيها الناقلون وتعزيز جانب التكوين والتأهيل، داعيا كذلك إلى إحداث ائتلاف لسلامة النقل كإطار للعمل المشترك في مجال الوقاية الطرقية لنقل الإسمنت.
وتم خلال هذا اللقاء أيضا إلقاء عرض تقديمي حول قافلة الوقاية الطرقية تناول الأهداف والفئات المعنية ومواقع استقبال القافلة والوثائق التي سيتم توزيعها على المستهدفين، إلى جانب تنظيم زيارة ميدانية للمحطة الأوتوماتيكية الثابتة لمراقبة حمولات الشاحنات بالعرجات.
وتهم اتفاقية الشراكة بين وزارة التجهيز والنقل والجمعية المهنية لشركات الإسمنت واللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير، عدة مجالات تعاون ذات اهتمام مشترك، خاصة ما يتعلق بالتأهيل والسلامة والتواصل والتحسيس والتربية الطرقية وتبادل المعلومات والمواكبة القانونية.
ويحتل قطاع نقل الإسمنت مكانة هامة في الاقتصاد الوطني إذ أنه يشمل 32 مليون طن من المنتوجات والمواد المرتبطة بالإسمنت، أي ثلث حركة النقل الطرقي للبضائع على المستوى الوطني.