اختتمت مساء أمس السبت بمدينة بوعرفة فعاليات الملتقى الثاني للمسرح الذي نظمته جمعية (المشروع الثقافي) بشراكة مع وزارة الشباب والرياضة تحت شعار "من أجل تنمية حس مسرحي هادف". وأحيت السهرة الختامية لهذا الملتقى الفني، كل من فرقة (جيل ناس الغيوان)، التي أنشدت أشهر الأغاني الغيوانية، حيث تجاوب معها الحضور بشكل عفوي ، ومجموعة (المشروع الثقافي)، الذي أتحفت الجمهور بأغاني لمارسيل خليفة وأخرى لأميمة الخليل. وقد تخللت هذه الأمسية الفنية قراءات شعرية لكل من الشاعرة الواعدة حسناء لحرور بقصيدة "رياح النصر"، وقصيدة للشاعرة هاجر التاج تحت عنوان "بلادي" ،وقصيدة للزجال لعبد الغني لحجاجي بعنوان "بني". وتم بالمناسبة تقديم عروض هزلية (سكيتشات) لكل من الفنان قدوري عبد الغفور بعنوان"جاء وقت التغيير"، وسكيتش بعنوان "الساعة الجديدة ضيعاتلي قرايتي" للثنائي هبيل وغافل وسكيتش لمجموعة فرسان الخشبة تحت عنوان "قصة لم تبدأ بعد". وقبل الأمسية الختامية تم عرض مسرحية تحت عنوان "الضربة على الضربة" لمؤلفها ستانسلاف ستراتييف وأعدها وأخرجها المسرحي حسن كركور الميعاد. وعن التيمة التي يعالجها هذا النص المسرحي، قال مخرجها في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن مسرحية "الضربة على الضربة" تتعرض "بأسلوب ساخر للصراع بين الإنسان الشريف المخلص لمبادئه وبين حفنة من الانتهازيين الذين يضربون عرض الحائط بسعادة وهناء الآخرين لتحقيق طموحاتهم والوصول الى مآربهم الشخصية". وأضاف أنها "تجسد طغيان المادة على الحياة الروحية عند بعض الأفراد الذين لا يفكرون سوى في مصالحهم الشخصية حتى لو كانت على حساب سعادة الآخرين وراحتهم". وأوضح أن بطل هذه المسرحية هو "الإنسان العادي البسيط الذي يتمسك حتى النهاية بالقيم لا يطلب إلا الحياة الهادئة الشريفة ولكنه يصطدم بالواقع المرير وبالقوانين الجادة التي تهدد سعادته". وفي تصريح مماثل أوضح رئيس جمعية المشروع الثقافي، الجهة المنظمة، ومدير الملتقى، السيد محمد جبوري أن من أهداف تنظيم هذا الملتقى الثاني للمسرح بعد مرور ثلاثة عشرة سنة عن نسخته الأولى ، "المساهمة في تكسير الجمود الثقافي الذي يرخي سدوله على المدينة وذلك من خلال إتاحة الفرصة أمام الجمهور المحلي المتعطش لفرجة بتقديم عروض مسرحية هادفة عالجت، بحس فني مرهف، قضايا اجتماعية وإنسانية راهنة نالت إعجاب وتقدير الحضور" . وموازاة مع العروض المسرحية، أكد مدير الملتقى، أن الورشتين التكوينيتين في المجال المسرحي حققتا الأهداف المتوخاة منهما، حيث استفاد من كل ورشة ستون شابا وشابة من مختلف مناطق الإقليم. وقد استهل الحفل الختامي بقراءة الفاتحة ترحما على أرواح ضحايا الاعتداء الإجرامي الذي استهدف بمقهى في ساحة جامع الفنا بمراكش.