أكدت الصحف الوطنية الصادرة، اليوم السبت، أن الاعتداء الإرهابي الذي استهدف مدينة مراكش لن يثني عزم المغرب في المضي قدما في المسلسل الديموقراطي ومواصلة دينامية الإصلاح التي تشهدها المملكة. وكتبت يومية (العلم) في افتتاحية بعنوان "الإدانة" أن ما وقع في مراكش يعد "عملا إجراميا خبيثا جدا لا يمكن أن يقترفه إلا عتاة المجرمين من الذين تسري في عروقهم مياه الوادي الحار الآسنة وليس دما يصل إلى قلب يشتغل لينتج الحياة". وأضافت الصحيفة أنه "مهما كانت هويات هؤلاء المجرمين الذين نتطلع إلى أن يتم الكشف عنهم في أقرب وقت ممكن، فإن جريمتهم الشنيعة والنكراء لا يمكن أن تكون إلا محل إدانة واستنكار". وأكدت على ضرورة التعامل بمهنية عالية مع الحدث الرهيب، وعدم الانسياق وراء أحكام جاهزة لاتبذل أي جهد في التحليل أو التفسير ، إنها أحكام ناتجة عن الكسل الفكري أو الرغبة في تصفية الحسابات". من جهتها، كتبت يومية "المنعطف" في افتاحية بعنوان "مؤسف أن يأتي من يفسد على المغاربة فرحة الإصلاح"، أن "الفاعل كيفما كان لونه، من الداخل أو الخارج، كان يهدف من هذه الضربة الموجعة إلى فرملة قطار التغيير المنطلق، وعوض متابعة وضع الآليات ومد الجسور نحو المغرب الآخر، مغرب الديمقراطية والحداثة، هندس لاستراتيجية قد تعيد معها الدولة حساباتها وتنخرط في مقاربات آخرى شبيهة بتلك التي تلت انفجارات 16 ماي 2003". وأضافت أن المغرب يعتبر الأمر مجرد حادثة سير وسيتابع مسيره إلى الأمام وسيخرج من الصدمة أقوى، لأنه استوعب الدروس بما فيه الكفاية من الماضي". ومن جانبها، كتبت يومية (الصباح) في افتتاحية بعنوان "أمراء الدم" أن من خططوا ودبروا ونفذوا هذا الاعتداء "يدركون التوقيت جيدا، ويعتقدون واهمين أنهم بهذا الاعتداء الهمجي سوف يقطعون طريق الإصلاح كمال فعلوا من قبل. لكن ما سقط من خيوط المؤامرة أن هذا المغرب استعصى على الغزاة العثمانيين، كما استعصى على الاستعمار الذي اكتفى بطقوس الحماية في وقت استعمر فيه الجيران، كما استعصى على شبح الإرهاب". أما صحيفة (الحركة)، فاعتبرت في افتتاحية بعنوان "انفجار جسيم وتخريب أثيم" أن "ما حدث بمراكش كان انفجارا جسيما ومفزعا وتخريبا أثيما ومصابا عظيما من حيث الوقائع الأليمة الأثيمة التي لا تنسى من جسامتها في بني الإنسان سواء منهم المغاربة أو الأجانب الوافدين من أوروبا". وأكدت الصحيفة أن "هذه الفاجعة لن توقف المغرب أبدا عن مسيرته السامية التي اعترف بها العالم وباركها ورغب في الانضمام إليها ولو مع هذه الأحداث التي تؤكد رفعته وتقدمه وحسن مصيره". من جانبها، كتبت يومية (رسالة الأمة) في افتتاحية تحت عنوان "المعركة ضد الإرهاب لم تنته بعد"، أن هذا الاعتداء الإرهابي يأتي في غمرة التعبئة الوطنية الشاملة لإرساء النموذج الديمقراطي التنموي المغربي، وفي غمرة الحراك المجتمعي لتعميق النقاش حول الإصلاحات الدستورية وترسيخ المنظومة الحقوقية المغربية المتميزة بانفتاحها ورعايتها لحريات الأفراد والجماعات ومختلف الهيئات والفئات والجهات. وأضافت أن المغرب مصر على المضي في طريق العدل والإنصاف والتعايش والتسامح وتكريم الموطنين وإعلاء قيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وعلى رفع وتيرة محاربة الإرهاب وإسقاط مخططاته، و"تأمين بلدنا ومشروعها المجتمعي الديمقراطي الحداثي والتنموي من تنطعات المتطرفين، وغدر الإرهابيين، وعدوان المتربصين". أما يومية (بيان اليوم)، فقالت في يومية بعنوان "لن يرعبنا القتلة"، إن التفجير الإرهابي الدموي الذي ضرب مراكش "يعيد تنبيهنا مرة أخرى إلى أن بلدنا مستهدف في اختياراته المجتمعية والديمقراطية والحداثية، وأن استهداف مراكش هو في العمق استهداف للمغرب واستهداف لدينامية الإصلاح التي أطلقها خطاب تاسع مارس وضربة توجه لاستقرار البلاد، وسعي لإعادتنا جميعا إلى نقطة الصفر، ووقف المخاض الديمقراطي الذي تعيشه المملكة في تميز عن محيطها المغاربي والعربي". وأكدت على ضرورة أن يصطف المغاربة جميعهم "ضد هؤلاء القتلة والمجرمين، ورفض دمويتهم ومحاربة كل من يهيئ لهم شروط وتربة التطرف والحقد والتكفير سلوكا وخطابا". وفي مقال تحت عنوان "إدانة بالإجماع لفعل جبان، ومشين، وبغيض"، أكدت جريدة ( لوبنيون) أن "هذا الاعتداء سيعمل على تعزيز وحدة الصفوف وتعبئة كافة الشرائح الاجتماعية من أجل محاربة التطرف والتعصب والإرهاب". ومن جهتها، كتبت جريدة (البيان) أن اعتداء مراكش "هو فعل همجي صرف"، مشيرة إلى "أنه كان لا بد من ضربة مدوية لإعطاء الدليل على أن المغرب لا يمكنه أن يكون بمنأى عن موجة العنف التي تهز بعض أقطار الدول العربية". أما جريدة ( لوماتان الصحراء والمغرب العربي)، فأكدت أنه "من غير المقبول وغير المطاق، وكل تلك النعوت لا تكفي لوصف مدى السخط "الذي خلفه اعتداء مراكش"، مشيرة إلى أن "العمل الشنيع" الذي شهدته المدينة" لا يحمل اسما كالعادة، لكنه يحمل بصمة ثابتة للعداء لبلدنا ومؤسساتنا وثقافتنا". وتحت عنوان "استياء كبير من المجرمين ورعاتهم"، تساءلت جريدة (ليبيراسيون) عن "أي إيمان، وأية عقيدة، وأية إديلوجية يمكن أن توحي لبعض المتعصبين، أيا كانوا، أن يقتلوا ويشوهوا أبرياء ذنبهم الوحيد أنهم أحبوا المدينة، وأرادوا أن يحتضنوها".