أكد وزير التجارة الخارجية، السيد عبد اللطيف معزوز، أن المملكة توفر فرصا هائلة للاستثمار والتجارة، داعيا رجال الأعمال الهنود إلى استثمار المناخ الجيد للأعمال في المغرب والانخراط في الدينامية التنموية التي تشهدها البلاد. وأوضح السيد معزوز، في عرض ألقاه، اليوم الجمعة في نيودلهي، أمام المنتدى الاقتصادي الهندي المغربي، الذي نظم على هامش أشغال اللجنة المشتركة بين البلدين، أن المغرب يشكل أرضية خصبة للاستثمار بالنسبة للشركات الهندية والأجنبية لأسباب عديدة من ضمنها موقعه الاستراتيجي وتوفره على سوق استهلاكية واسعة وإمكانات نمو بمؤشرات تصاعدية. وأضاف الوزير، خلال هذا المنتدى الذي حضره ثلة من رجال الأعمال المغاربة والهنود، أن المغرب "يشكل نموذجا للاستقرار السياسي والانفتاح الاقتصادي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا"، وأن "سياسات التنمية البشرية والتنمية المستدامة تمثل خياراتنا الاستراتيجية". وتطرق إلى المراجعة الدستورية العميقة التي أعلن عنها جلالة الملك محمد السادس في خطابه السامي لتاسع مارس الماضي، مبرزا التزام جلالته الراسخ لاعطاء دفعة قوية لدينامية الاصلاح، أساسها منظومة دستورية ديمقراطية. وأضاف أنه رغم الأحداث الأخيرة في المنطقة، فإن وكالات التصنيف الدولية من قبيل "كوفاس" و"ستاندر أند بورز" أبقت على نفس التصنيف المالي بالنسبة للمغرب في مجال الاستثمار. وأشار إلى أن المغرب اعتمد مجموعة من الاصلاحات همت الترسانة القانونية والمؤسساتية المؤطرة للنشاط الاقتصادي، بغية تسهيل المعاملات التجارية وتعزيز جاذبية البلاد كوجهة مفضلة للاستثمار الأجنبي. كما تحدث عن الأوراش الكبرى التي باشرها المغرب والتي توفر فرصا لتطوير شراكات خاصة مثمرة، مذكرا بتوقيع المغرب لعدة اتفاقيات للتجارة الحرة وخاصة مع الاتحاد الأوروبي، ودول عربية متوسطية، والولايات المتحدةالأمريكية وتركيا، وهي اتفاقيات من شأنها أن تتيح للمستثمرين المتواجدين في المغرب ولوج سوق يستوعب أزيد من مليار مستهلك. وأضاف أن المغرب، الذي يعتبر الاستثمار رافعة أساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، عمل على تحسين جاذبية البلاد من خلال اتخاذ إجراءات اقتصادية ومؤسساتية وقانونية همت، على الخصوص، اعتماد نظام جبائي تحفيزي ومراجعة الاطار المؤسساتي للاستثمار إلى جانب إدخال مجموعة من الاصلاحات الهادفة إلى تعزيز الاستقرار الماكرو اقتصادي وتقوية انفتاح الاقتصاد المغربي. وأكد السيد معزوز أن ما يميز المغرب كذلك موقعه الاستراتيجي كملتقى بين القارتين وبوابة للتجارة مع أوروبا وإفريقيا والشرق الأوسط، فضلا عن تواجده على واجهتين بحريتين، مما يؤهله ليصبح قطبا مركزيا لتدفق الاستثمارات ومختلف الأنشطة التجارية والاقتصادية. وأعرب عن تفاؤله بشأن مستقبل العلاقات الاقتصادية بين الهند والمغرب، داعيا إلى اتخاذ إجراءات ملموسة لضخ نفس جديد على هذه العلاقات، من خلال تفعيل دور مجلس الأعمال المغربي الهندي وتعزيز الانشطة التي سيضطلع بها مستقبلا. من جانبه، قال سوبود بهارغافا رئيس "طاطا للاتصالات المحدودة" إن المغرب يعد شريكا مميزا للمستثمرين الهنود، داعيا إلى إحداث خلية للتفكير لتحديد المشاريع والقطاعات التي من شأنها توسيع التعاون بين البلدين وتنويعه.