يعرض الفنان التشكيلي المغربي خالد البكاي، منذ ثامن أبريل الجاري، آخر أعماله بالمركز الثقافي " تور فيلا دي سالو"، بمنطقة تاراغونا (الشمال الشرقي لإسبانيا). ويضم المعرض الذي يحمل عنوان "أرض"، والذي يستمر إلى غاية فاتح ماي المقبل، مجموعة جديدة من الأعمال على الحجر والنقوش واللوحات التي أنجزها هذا الفنان المغربي الشاب، الذي عرف طريق الشهرة بفضل موهبته ومهنيته. ويعتمد الفنان المغربي تقنية اللصق على الخشب، دون اللجوء إلى الآلات القاطعة، فالأعمال المعروضة من طرف خالد البكاي، "الفنان ذو المسار الحافل واللامع" - حسب الناقدة الفنية الكاطلانية راشيل ميدينا - تشكل "منعطفا حاسما في مساره". وتظهر الطبيعة، لاسيما التربة "السخية والخصبة"، منذ عدة سنوات ضمن اهتمامات هذا الفنان المغربي. وأكدت الناقدة أن الفنان يبين من جديد " ضبطه للتقنيات في مجال لصق الصور"، مؤكدة أن "البحث عن التوازن والبساطة يشكلان مكونيين أساسيين لهذه المرحلة الجد هامة لمسار في تقدم مضطرد، حافزه القلق الإبداعي والرغبة الدائمة في الرقي إلى الأفضل". واعتبر جوزيب ماريا كادينا، صحفي وناقد، أن الأعمال الجديدة المنجزة من طرف الفنان المغربي تعد "نتيجة تطور، وبحث دائم في مجال اللون سعيا إلى التعبير عن حقائق داخلية". وقال كادينا "إنه ذهب بعيدا في البحث اللتجريدي الموجود في الطبيعة نفسها"، مشيدا ب` "الإحساس التصويري الخصب والخلاق للفنان خالد البكاي". وقد نظم هذا العرض بحضور السلطات البلدية لمدينة كاطالونيا، ومسؤولي القنصلية العامة للمغرب بتاراغونا ومجموعة من نقاد الفن الكاطلانيين. وولد خالد البكاي، الذي يعيش ويشتغل ببرشلونة حيث يمتلك ورشة بمركز الفن المعاصر بيراميدون، سنة 1966 بالدار البيضاء. وقد حصل سنة 1990 على دبلوم من المعهد العالي للفنون الجميلة بتطوان، ليستقر بعد مدة قصيرة في برشلونة حيث حصل سنة 1995 على إجازة في الفنون الجميلة، شعبة النحت. وتأتي أعماله، التي تحظى بإشادة كبيرة من طرف النقاد، عبارة عن أشكال بسيطة تجمع ببراعة بين "الأصالة والحداثة" وبين لمسات "الغرب والشرق". وكان الفنان المغربي قد قال خلال معرض نظم سابقا بمدريد "أعمالي هي مزيج بين الثقافات، بين الثقافة الغربية وثقافتنا، فلوحاتي تعد تجسيدا لحواري مع الأرض".