اتفق الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة السيد محمد الشيخ بيد الله، ونظيره الفرنسي للاتحاد من أجل حركة شعبية (الحزب الحاكم)، جان فرانسوا كوبي، أمس الأربعاء بباريس، على وضع اللبنات الأولى للشراكة بين حزبيهما. وجاء هذا القرار خلال اجتماع عقد في مقر الاتحاد من أجل حركة شعبية، وحضره على الخصوص، السيدة فتيحة العيادي، البرلمانية عن حزب الأصالة والمعاصرة، والسيد أرنو أوديي، مسؤول الشؤون الأوروبية والدولية في الحزب الحاكم بفرنسا. واتفق السيدان بيد الله وكوبي، على بناء هذه الشراكة من خلال إجراءات ملموسة، تهم على الخصوص، تكوين الأطر وتبادل الخبرات والأفكار حول المواضيع ذات الاهتمام المشترك. وقال السيد كوبي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، في ختام هذا اللقاء، "إنه لأمر جيد تبادل الخبرات مع حزب الأصالة والمعاصرة، لاسيما خلال هذه الفترة الحبلى بالنقاشات إن على مستوى المغرب أو فرنسا، وتقاسم التجارب والأفكار حول جميع المواضيع". وعبر رئيس الاتحاد من أجل حركة شعبية عن رغبته في أن يمكن هذا اللقاء "الجد هام" مع مسيري حزب الأصالة والمعاصرة، من إرساء "قواعد تعاون مثمر من أجل المستقبل". وأوضح بخصوص محاور التعاون، "سنتحدث حول التكوين وبلورة أرضيات انتخابية، وعن التنظيم والسياسة". من جهة أخرى، أكد السيد كوبي أنه "جد حريص على علاقة الاتحاد من أجل حركة شعبية مع المسؤولين السياسيين المغاربة"، مذكرا بأن حزبه ربط "منذ مدة طويلة علاقة عمل وشراكة وثيقة مع حزب الاستقلال". من جهته، ذكر السيد بيد الله بأنه تطرق لأفق ربط شراكات ومبادلات خلال زيارته الأخيرة لفرنسا، في يناير الماضي، عندما التقى على التوالي، بالسيدة مارتن أوبري، الكاتبة الأولى للحزب الاشتراكي (معارضة) بمدينة ليل (الشمال)، والسيد كوبي بباريس. وأضاف السيد بيد الله، أن "الاتحاد من أجل حركة شعبية، كما هو الشأن بالنسبة لحزب الأصالة والمعاصرة، يعد حركة تشكلت عبر اندماج مجموعة من الأحزاب، لكنه يتوفر على خبرة أكثر". (يتبع) وقال الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة "لقد وضعنا اليوم لبنات هذه الشراكة التي لا تعد أمرا حصريا، مشيرا إلى أن "نسج علاقات صريحة وجادة مع مختلف الهيئات السياسية الفرنسية يشكل قيمة مضافة بالنسبة للعلاقات بين البلدين". وأضاف "إن هذا التعاون يمد جسرا جديدا بين المغرب وفرنسا سيغني بشكل أكبر الدينامية العامة لعلاقات الصداقة والتعاون والتفاهم التاريخية بين البلدين، مبرزا أن مثل هذه اللقاءات تمكن حزب الأصالة والمعاصرة من التطرق للقضايا الكبرى للمملكة، بما فيها قضية الوحدة الترابية للمملكة وكذا التحديات الجديدة في مجال الأمن والتنمية والديمقراطية. وأشار السيد بيد الله في هذا الصدد إلى أنه تطرق في لقاءه مع السيد كوبي للأوراش المفتوحة بالمغرب، وخاصة بعد الإعلان عن الإصلاحات الدستورية، وعمل اللجنة المكلفة بمراجعة الدستور وكذا أفكار حزب الأصالة والمعاصرة بهذا الخصوص. وفي هذا الإطار، قال السيد كوبي "أتابع بكثير من الاهتمام الإصلاحات المؤسساتية الجارية بالمغرب". وأوضح، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه الإصلاحات "قطعا، مثيرة للإعجاب، وتطبعها حداثة ملحوظة"، مؤكدا أن "الطريقة التي أطلق بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس هذا المسلسل تحظى بتقديرنا وإعجابنا". وقال السيد بيد الله أن اللقاء شكل أيضا مناسبة للتطرق إلى قضايا انعدام الأمن بمنطقة الساحل، وعراقيل بناء اتحاد المغرب العربي، مسلطا الضوء على دعم فرسنا لموقف المغرب في هذه القضية. وأضاف أنه جدد لمخاطبيه الفرنسيين تأكيد مصداقية ووضوح مقترح الحكم الذاتي بالصحراء، "الذي سيمكننا من المضي قدما مع أصدقائنا الجزائريين نحو حل لا غالب فيه ولا مغلوب ومواجهة تحديات المستقبل معا، وسيمكن عائلاتنا بمخيمات تندوف من العودة إلى ديارها وتدبير شؤونها في إطار مغرب موحد وقوي". كما تطرق السيد بيد الله إلى توطيد العلاقات بين الضفتين الجنوبية والشمالية للبحر الأبيض المتوسط، مبرزا الوضع المتقدم الذي يحظى به المغرب لدى الاتحاد الأوروبي، ووضع الشريك من أجل الديمقراطية، الجاري مناقشته في مجلس أوربا.