أكد وزير الثقافة السيد بنسالم حميش، اليوم الثلاثاء، أن الوزارة خصصت برنامجا متكاملا لدعم المسرح، إدراكا منها لأهميته في المساهمة في تحقيق النهضة الثقافية والفنية بالمغرب. وأوضح السيد حميش في معرض رده على سؤال شفوي حول " أزمة المسرح المغربي " تقدم به فريق التجمع الدستوري الموحد بمجلس المستشارين، أن هذا البرنامج يهم مجالات التكوين والبينات التحتية والدعم والتنشيط المسرحي، والرعاية التنظيمية والقانونية والاجتماعية. وفيما يخص التكوين والبنيات التحتية، أبرز الوزير أن المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط، الذي أحدثته الوزارة في سنة 1984، كمؤسسة عليا تعنى بتلقين مختلف الفنون والتقنيات المرتبطة بالمسرح في تخصصات أساسية كالتشخيص والسينوغرافيا والتنشيط الثقافي، مكن من تطعيم الساحة المسرحية والتلفزيون والسينما بكفاءات جيدة. وأضاف أن الوزارة تعمل على رعاية ورشات تكوينية في الفنون والتقنيات المسرحية لفائدة الشباب والجمعيات في مختلف دور الثقافة عبر التراب الوطني، إلى جانب إحداثها مركزا نموذجيا للتكوين المسرحي بالرباط مفتوحا في وجه الطفولة والشباب من 7 سنوات فما فوق، ابتداء من موسم 2008-2009. كما أشار إلى أن الوزارة ركزت جهودها على إحداث وتوسيع شبكة البنيات التحتية الثقافية، حيث بادرت إلى تأسيس مجموعة من المسارح وقاعات العروض ودور الثقافة عبر مختلف ربوع المملكة، خاصة بالمدن الصغرى والمناطق النائية، بهدف تمكين الممارسين المسرحيين من ترويج أعمالهم، وكذا تمكين الجمهور من التمتع بالفرجة المسرحية ومتابعة المنتوج الفني والثقافي بالمغرب. وفيما يخص الدعم المسرحي، أبرز السيد حميش أن الوزارة أحدثت نظاما خاصا لدعم الاعمال المسرحية إنتاجا وترويجا، حيث يرصد سنويا غلاف مالي لمساعدة الفرق المسرحية على إنتاج أعمالها في إطار "برنامج دعم الانتاج"، وترويج أعمالها الجاهزة في إطار "برنامج دعم الترويج". وأضاف أن الوزارة أحدثت لجنة وطنية لانتقاء ودراسة المشاريع المسرحية من مختلف الجوانب القانونية والمالية والفنية، حيث يتألف الملف الفني من النص المسرحي والتصور الاخراجي والرؤية السينوغرافية والطاقم الفني العامل بالمشروع. وتخص اللجنة، بحسب الوزير، النص المسرحي بدراسة مستفيضة تشمل مختلف عناصر الكتابة الدرامية من لغة وشخوص وحوار وحبكة درامية وأفكار عامة. كما أشار إلى أن الوزارة تنظم، في إطار التنشيط المسرحي، مجموعة من التظاهرات والمهرجانات المسرحية على مدار الموسم المسرحي، كما تدعم عددا هاما من التظاهرات والمهرجانات المسرحية التي تنظمها الجماعات المحلية وهيآت المجتمع المدني، إلى جانب السهر على تمثيلية المغرب في المهرجانات المسرحية العربية والدولية. وفيما يخص الرعاية التنظيمية والقانونية والاجتماعية، أكد السيد حميش أن الوزارة تحرص على صياغة إطار قانوني وتنظيمي للممارسات الفنية بما في ذلك المسرحية، مشيرا إلى انه تم استصدار قانون المهن الفنية ووضع نظام بطاقة الفنان، وكذا نظام للرعاية الصحية لفائدة الفنانين. وخلص إلى القول أن مختلف تدخلات الوزارة أسهمت في تحسين ظروف عمل الفنانين عموما والمسرحيين على وجه الخصوص، كما ساهمت في بروز فرق حديثة وفنانين شباب وكذا مؤسسات فنية جديدة.