3 أبريل)، التي ربطت اليوم الجمعة بين مدينتي فاسومكناس على مسافة 106 كلم، مغربية بدون منازع. فقد تمكن الدراج المغربي محسن لحسايني من المنتخب الوطني المغربي حرف ألف من انتزاع القميص الأصفر المخصص لصاحب المركز الأول في الترتيب العام الفردي حسب التوقيت، الذي ظل يحتكره الدراج الجنوب إفريقي يوهان رابي منذ المرحلة الأولى التي ربطت بين مدينتي الجديدة وآسفي. وأعاد هذا الفوز الرائع الذي حققه لحسايني، إلى الأذهان الإنجاز الذي كان قد حققه أسطورة الدراجة المغربية في سنوات الستينيات والسبعينيات محمد الكورش سنة 1965 أمام رواد الأميرة الصغيرة من أوروبا وخاصة الشرقية الذي سبق له أن كسر هيمنتهم أيضا سنتي 1960 و1964. كما يأتي فوز الدراج الواعد بالقميص الأصفر على بعد مرحلتين من نهاية الطواف ليؤكد أن المغرب يتوفر على طاقات شابة بدأت تعيد للدراجة المغربية توهجها وتألقها خاصة على المستويين العربي والإفريقي، بعد أن كانت عجلتها قد توقفت عن الدوران لسنوات. وانتزع لحسايني (26 سنة)، الذي كان نجم المرحلة بامتياز بعد فوزه أيضا بمركزها الأول، صدارة الترتيب العام بعدما قام بمعية زملائه في المنتخبين الوطنيين للكبار والأمل بمرحلة رائعة بذلوا خلالها مجهودا بدنيا وتقنيا كبيرا كلل باحتلال زميله عادل جلول (المنتخب المغربي أ) المركز الرابع بفارق ثانية واحدة فقط عن الصدارة. وقد تميزت هذه المرحلة بعدة محاولات للإنسلال كانت توؤد في مهدها، وأهمها تلك التي قام بها لحسايني إلى جانب مواطنه أحمد لحنافي (المنتخب الأولمبي) والسلوفاكي يوركو ماتيج والتركي كمال كوكوكباي على بعد 55 كلم من نقطة الانطلاقة وابتعدوا عن الكوكبة الأم بفارق ثلاث دقائق حتى مركز نزالة لعظم أي على بعد حوالي 35 كلم من مدينة مكناس ليرتفع الفارق إلى ثلاث دقائق وأربعين ثانية وتحديدا عند مرتفع زاكوطة المصنف في الدرجة الثالثة. ونجح رباعي المقدمة في توسيع الفارق الزمني الذي يفصله عن بقية المتسابقين الذي كان يتقدمهم المغاربة والجنوب إفريقيين من بينهم، يوهان رابي حامل القميص الأصفر، ليبلغ أربع دقائق. وتعمد الدراجون المغاربة الذين كانوا يراقبون السباق ضمن الكوكبة الرئيسية خفض إيقاعهم وبالتالي محاصرة منافسيهم من جنوب إفريقيا وإعطاء الفرصة لزملائهم في المقدمة لمواصلة هروبهم والحفاظ على الفارق الزمني الذي بلغ خمس دقائق على مشارف مدينة مكناس (20 كلم) وهو ما نجحوا فيه إلى أبعد الحدود. لكن الحرارة المرتفعة التي شهدتها المنطقة والمرتفعات عند مدخل مدينة الإسماعيلية أثرت سلبا على اللياقة البدنية لدراجي المقدمة ليتقلص الفارق إلى 3 د و36 ث عندما تجاوز لحسايني خط الوصول مانحا المغرب القميص الأصفر للمرة الأولى في دورة هذه السنة والفوز الثاني بإحدى المراحل بعد احتلال طارق الشعوفي المركز الأول في الشطر الأول من المرحلة السادسة والذي ربط بين أزيلال وقلعة السراغنة. وأنهى لحسايني مسافة المرحلة الثامن بتوقيت 2س و29د و21ث متقدما على السلوفاكي يوركو ماتيج بالتوقيت ذاته والتركي كمال كوكوكباي (2س و30د و19ث) ثم المغربي أحمد لحنافي (2س و31د و29ث). أما على مستوى الترتيب العام فقد تقدم لحسايني (31س و21د و38ث) بفارق ثانية واحدة عن منافسه الجنوب إفريقي يوهان رابي (31 س و21د و39ث)، فيما عاد المركز الثالث للجنوب الإفريقي الآخر داريل إيمبي يليه المغربي عادل جلول بالتوقيت ذاته. وحقق المنتخب المغربي "حرف ألف" إنجازا غير مسبوق في الدورة ال24 بانتزاعه ريادة الترتيب العام حسب الفرق بتوقيت 94س و04د و44ث أمام فريق كوبيكا الجنوب إفريقي (9س و08د و12ث) وفريق ميتش الإيطالي (94س و17د و44ث). وفي ختام المرحلة أشرف والي جهة مكناس تافيلالت على توزيع الجوائز والهدايا على الفائزين وسط تصفيقات جمهور مدينة مكناس الذي خص المتسابقين وفي مقدمتهم المغربي محسن لحسايني باستقبال حار، بحضور شخصيات مدنية وعسكرية وفعاليات من مدينة الإسماعيلية. وعبر محسن لحسايني عقب هذا الإنجاز في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء عن سعادته الغامرة وهو يرتدي القميص الأصفر، الذي يعتبر تشريفا للمنتخب الوطني بصفة خاصة والدراجة المغربية بكل مكوناتها بصفة عامة. وأضاف أن الفضل في انتزاع القميص الأصفر يرجع بالدرجة الأولى للعمل الجماعي الذي تقوم به المنتخبات المغربية الأربعة المشاركة في طواف هذه السنة دون استثناء والروح الرياضية العالية التي تسود بين صفوفها وكذا تطبيقا للتعليمات التكيتيكية والتقنية التي يزودهم بها كل من المدير التقني الوطني مصطفى النجاري والمدرب الوطني محمد بلال. وذكر بأنه سيعمل جاهدا للحفاظ على هذا القميص خاصة وأن المنتخب المغربي قطع شوطا هاما نحو الفوز بالترتيب العام حسب الفرق باحتلاله المركز الأول عقب مرحلة اليوم. أما الإطار الوطني محمد بلال فاعتبر أن مرحلة الغد ستكون فاصلة خاصة على مستوى مرتفع بهت الذي سيشكل محكا حقيقيا للدراجين المغاربة ونظرائهم من جنوب إفريقيا، مشيرا إلى أن الخطة التي سيعتمدها الطاقم التقني الوطني ستكون مغايرة لسابقاتها للحفاظ على الامتياز . وقال إن محسن لحسايني دراج محنك ويتمتع بالقدرة على التحمل باعتبار صغر سنه وجميع عناصر الفريق الوطني مستعدة لمؤازرته للحفاظ على صدارة الترتيب وبالتالي الفوز بلقب الدورة. وستربط المرحلة التاسعة، ماقبل الأخيرة، يوم غد السبت بين مدينتي مكناس والرباط على مسافة 140 كلم.