أكد وزير التجهيز والنقل كريم غلاب ، اليوم الخميس بطنجة ، أن ميناء طنجة-المتوسط الذي فاق نشاطه السنة الماضية مناولة أزيد من مليوني حاوية، يعتبر فاعلا رائدا في مجال الحفاظ على البيئة والتنمية المستدامة على المستويين الوطني والدولي. وأوضح السيد غلاب ، خلال افتتاح الدورة الرابعة من المؤتمر المتوسطي للوجستيك 'ميدلوغ' المنعقد تحت شعار "سلاسل لوجستيكية خضراء، موانئ خضراء" ، أن هندسة وإنجاز المركب المينائي طنجة-المتوسط أخذ بعين الاعتبار مختلف الإكراهات البيئية، من بينها جمع النفايات والنهوض باستعمال الطاقة الشمسية والخلايا الضوئية. وأضاف أن ميناء طنجة-المتوسط الذي سمح للمغرب بالارتقاء إلى المرتبة 18 عالميا على مستوى مؤشر الربط، شجع استعمال أنماط نقل بديلة للطرق التي تعتبر أكثر تلويثا، من بينها على الخصوص إقامة سكة حديدية قادرة على نقل 400 ألف حاوية سنويا نحو الأرضيات اللوجستيكية ووحدات الإنتاج بباقي مناطق المغرب. كما أبرز جهود المغرب في مجال تطوير قطاع لوجستيكي يحترم المعايير البيئية ضمن الاستراتيجية الوطنية للقطاع، التي تروم خفض انبعاثات وسائل النقل من غاز ثاني أوكسيد الكربون بحوالي 35 في المائة، أي ما يعادل 2ر1 مليون طن، فضلا عن وضع مجموعة من التدابير لتخفيف العبء على المدن والطرقات المغربية. ويعتبر قطاع النقل بالمغرب من بين القطاعات الأكثر استهلاكا للطاقة بحوالي 34 في المائة من الطاقة النفطية و24 من الاستهلاك الوطني للطاقة. وسجل السيد غلاب أن الحكومة المغربية تسهر على إدراج البعد البيئي بشكل كامل في المشاريع الاستثمارية وفي سياسات وبرامج إنجاز البنيات التحتية وخدمات النقل. من جانبه، تطرق وزير التجارة الخارجية عبد اللطيف معزوز إلى أهمية القضايا المرتبطة باللوجستيك والبيئة والتي خصص لها المغرب مخططات عمل بهدف ضمان النمو الاقتصادي والانفتاح التجاري على العالم مع الاستجابة لمتطلبات الحفاظ على البيئة. وقال إن "المغرب الذي يتمتع باستقرار سياسي واجتماعي مشهود بهما وبرؤية واضحة لاختياراته السياسية والاقتصادية، انكب على تعزيز هذه المكتسبات عبر تحسين تنافسية اقتصاده، خصوصا عبر تطوير قطاع اللوجستيك، ما يعتبر قاطرة للتنمية المحلية والوطنية، وفرصة من أجل ربط كامل التراب الوطني بمشاريع البنيات التحتية". كما أشار السيد معزوز إلى اتفاقات التبادل الحر التي تربط المغرب مع 55 بلدا عبر العالم، في مقدمتها الولاياتالمتحدةالأمريكية، والتي سمحت بالرفع من رقم معاملات الصادرات المغربية وتعزيز اندماج المغرب في الاقتصاد العالمي، داعيا إلى تحسين الربط البحري مع هذه البلدان من أجل تشجيع صادرات المغرب من المنتجات الطرية. بدوره، سجل رئيس المجلس المديري للوكالة الخاصة طنجة-متوسط توفيق إبراهيمي ، الراعية لهذا المؤتمر ، أهمية هذا اللقاء باعتباره أرضية لتبادل الخبرات وتحيين المعارف والنقاش حول التحولات الكبرى لقطاع اللوجستيك بالعالم. ودعا ، في هذا الصدد ، إلى توحيد جهود القطاعين العام والخاص من أجل الأخذ بعين الاعتبار البعد البيئي في الممارسات الجديدة للمقاولات والفاعلين في مجال النقل، مؤكدا أنه من "الضروري وضع آليات للتنظيم والتحكيم تشرف عليها السلطات العمومية". وقال السيد الإبراهيمي إن "الوكالة الخاصة طنجة-المتوسط ملتزمة بإدراج الميناء، ومختلف أنشطتها، في مقاربة إرادية ومسؤولة رامية إلى تحقيق التنمية المستدامة، سواء على مستوى تدبير البنيات التحتية أو الأنشطة اليومية للاستغلال والتي تجعل من الميناء فاعلا رئيسيا في السلسلة اللوجستيكية". كما أشار مساعد كاتب الدولة الأمريكي للتجارة سوريش كومر الذي شارك في المؤتمر على هامش زيارته للمغرب على رأس وفد مهم من رجال الأعمال الأمريكيين، إلى أهمية إيجاد حلول مستدامة للنهوض بالبيئة بخصوص الأنشطة المرتبطة بقطاعي اللوجستيك والتجارة. وأعرب المسؤول الأمريكي عن استعداد الفاعلين الاقتصاديين ببلده لمواكبة النمو الاقتصادي الذي يشهده المغرب وتقوده المشاريع الكبرى للبنيات التحتية كميناء طنجة- المتوسط، مشيرا إلى "الموقع المتميز للمغرب كبوابة للقارتين الإفريقية والأوربية". ويعرف هذا المؤتمر مشاركة خبراء عالميين وفاعلين دوليين في مجال الموانئ واللوجستيك والصناعة والاستيراد والتصدير في نقاش مفتوح حول التجارب والممارسات المستديمة التي تستجيب للمتطلبات البيئية. ويروم منتدى 'ميدلوغ' الذي شارك في دورته الماضية أزيد من 300 خبير، أن يصبح فضاء تلتقي فيه أفكار وتجارب الخبراء والفاعلين المهنيين لمناقشة الرهانات المستقبلية واستباق تحديات تطور قطاع اللوجستيك وأيضا تشريعاته القائمة، وعقد علاقات شراكة وتعاون بين الفاعلين على المستوى الدولي.