أكد المشاركون في الدورة الرابعة للملتقى الدولي للتراث الروحي بالحوز، الذي انطلقت فعالياته اليوم السبت بالجماعة القروية مولاي ابراهيم، أن هذه التظاهرة تعكس مدى الاهتمام الذي يحظى به الحقل الديني والجانب الروحي بالمغرب. وأوضحوا أن هذا الملتقى، المنظم على مدى يومين تحت شعار "دعم الهوية الروحية والتراثية أساس التنمية المستدامة"، يندرج في إطار الجهود المبذولة للمحافظة على الهوية الدينية والروحية للمملكة، والتي تعتبر إحدى مقومات الهوية الوطنية. واعتبروا أن هذا الموعد السنوي، المنظم في إطار الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، يعد مناسبة لترسيخ ثوابت الأمة والنهوض بقيم التضامن والتعاون ونشر الممارسات النبيلة التي دعا إليها الدين الاسلامي. وأبرزوا أن هذا النوع من الملتقيات يهدف إلى ضمان الانتقال الناجع للمسؤولية إلى الشباب في المجال الديني والروحي، مع تعبئتهم حول ضرورة المحافظة على الهوية الدينية وعلى المكتسبات في هذا المجال. وفي هذا الصدد، أكد الشيخ ماء العينين لاراباس، عميد زاوية الشيخ محمد الأغظف بن الشيخ ماء العينين، في تصريح صحافي، أن انعقاد هذا الملتقى، الذي يشارك فيه ثلة من العلماء والفقهاء وممثلي الزوايا والجامعيين والمنتمين إلى الطرق الصوفية، يندرج في إطار المسؤولية الروحية وتنفيذ التوجيهات السامية لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله. وأشاد بمستوى الاقبال الذي تعرفه الزاوية الأمغارية بهذه المناسبة، والتي تعتبر إحدى أقدم الزوايا والأكثر تجذرا في التاريخ عبر نشاطها الديني والروحي المؤثر، معربا عن اعتزازه بمستوى التعبئة التي أبداها منظمو هذه التظاهرة، إضافة إلى السلطات المحلية، من أجل تنفيذ التوجيهات الملكية السامية الهادفة إلى دعم الحقل الديني على المستوى الوطني. من جهته، أبرز مولاي أحمد هديدة نائب رئيس جمعية "منار الحوز للتراث الروحي" المنظمة لهذا اللقاء، أن هذا الموعد السنوي يعتبر ثمرة جهود ترمي النهوض بهذه المنطقة الغنية بثقافتها وتراثها الروحي. وأضاف أن البعد الدولي لهذه التظاهرة، مكنها من الارتقاء إلى مصاف اللقاءات الروحية والدينية التي تنظمها المملكة سنويا، مشيرا إلى أثرها السوسيو-اقتصادي بالمنطقة. وأكد أن اختيار جماعة مولاي إبراهيم لتنظيم هذا الملتقى الثقافي والديني، يعود لاعتبارات اجتماعية واقتصادية وروحية، مبرزا الدور الكبير الذي اضطلع به منذ قرون عدد من العلماء المنتمين الى هذه المنطقة في المجال الفقهي والروحي والديني على مستوى العالم العربي والاسلامي. ويتضمن برنامج هذه الدورة، المنظمة بشراكة مع عمالة إقليمالحوز والمجلس الإقليمي للحوز والمندوبية الجهوية للشؤون الاسلامية بجهة مراكش-تانسيفت-الحوز والمجلس العلمي المحلي والجماعة القروية مولاي إبراهيم وفعاليات المجتمع المدني بالإقليم، ندوات ستناقش موضوع "الشاذلية وأصولها المغربية"، بمساهمة علماء وجامعيون من المغرب وخارجه. كما تنظم خلال هذا اللقاء جلسات لتلاوة آيات من القرآن الكريم وقراءات في دلائل الخيرات وسهرات للذكر والسماع. وسيحتفي الملتقى بأصغر طفل من حفظة القرآن الكريم وبتكريم العلامة الأستاذ محمد فاضل عضو المجلس العلمي المحلي بالحوز. وبالموازاة مع ذلك، سيتم، خلال هذا الملتقى، تنظيم حملة طبية في مختلف التخصصات الطبية لفائدة ساكنة الإقليم، وحفل لإعذارالأطفال، ومعارض فنية وتراثية كمعرض الكتاب ومخطوطات الزاوية الأمغارية، وفن الخط العربي والمغربي.