نظمت الرابطة المغربية للدفاع عن التراب الوطني، اليوم السبت بفضاء ميرادور بمدينة الحسيمة، ندوة علمية حول موضوع "الدبلوماسية الروحية في خدمة الوحدة الترابية". وقالت رئيسة الرابطة السيدة نزهة جابا، في كلمة بالمناسبة، إن تنظيم هذه الندوة العلمية يندرج في إطار الأنشطة الرامية إلى تعزيز حماية مكتسبات الأمة وتعميق التفكير ومناقشة قضايا الوطن، وفي مقدمتها قضية الصحراء المغربية، عملا على تحصين الجبهة الداخلية ورص الصفوف والتصدي لكافة مناورات أعداء الوحدة الترابية للمملكة. وأبرزت السيدة جابا أن هذا اللقاء الذي شاركت فيه ثلة من الأساتذة والباحثين وممثلي بعض الزوايا والطرق الصوفية من مختلف المدن المغربية، وحضرها على الخصوص، والي جهة تازة -الحسيمة -تاونات، عامل إقليمالحسيمة السيد محمد الحافي، ورئيس مجلس الجهة السيد محمد بودرا، يروم فتح نقاش عمومي تنخرط فيه كافة مكونات المجتمع المغربي، حكومة وشعبا، حول دور الدين في حماية التراب الوطني والتوظيف السياسي الأجنبي له، وتفعيل الدبلوماسية الروحية خدمة للقضايا الوطنية. وأشارت إلى أنه تم خلال السنوات الأخيرة توظيف الدبلوماسية الروحية كنوع من الدبلوماسية الموازية، بالنظر إلى الدور الذي يمكن أن تلعبه الطرق الصوفية في تعزيز الدفاع عن الموقف المغربي وتجسيد ما جاء في خطب صاحب الجلالة الملك محمد السادس من أجل تكثيف الجهود، ليظل المغرب وفيا لتوجهه الدبلوماسي ولثوابت سياسته الخارجية التي يمليها عليه تاريخه العريق وموقعه الجيوستراتيجي ودوره كقطب للاعتدال والتعايش والحوار والسلم وحسن الجوار. من جهته أكد السيد محمد ضريف أستاذ العلوم السياسية بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، في مداخلة له بعنوان "التوظيف السياسي الأجنبي للطرق الصوفية بالمغرب"، أن قضية الوحدة الترابية في العهد الجديد لم تعد قضية خاصة بالجهات الحكومية، بالنظر إلى وجود مقاربة جديدة تعتمد إشراك جميع الفاعلين. وأبرز في هذا الإطار أهمية الدبلوماسية الروحية، على اعتبار أن المغرب يتوفر على حركة صوفية قوية تعتبر جزء من الآليات التي يحافظ بها المغرب على هويته الدينية، مؤكدا أن الوقت قد حان لتقوم الزوايا والطرق الصوفية في المغرب بهذا النوع من الدبلوماسية بالنظر إلى ارتباطها الوثيق بمجموعة من الدول الإفريقية. من جانبه أكد السيد محمد لعرج أستاذ القانون العام بكلية الحقوق بفاس في مداخلة بعنوان "الدبلوماسية: مفهومها وآلياتها" على ضرورة انخراط المجتمع المغربي أفرادا ومؤسسات، في الدبلوماسية الموازية، بغية الدفاع عن القضايا الوطنية في المحافل الدولية.