دعا السيد فتح الله ولعلو عمدة مدينة الرباط ، اليوم الخميس ببيروت، إلى تقوية العلاقات المغربية اللبنانية في المجال الاقتصادي بين نساء ورجال الأعمال من خلال التبادل والاستثمار المشترك، وكذا إلى تقوية العلاقات بين مكونات المجتمعين من قوى سياسية واجتماعية وثقافية وشباب ونساء ومجتمع مدني وغيرها. كما دعا السيد ولعلو، خلال حفل توقيع اتفاقية توأمة وتعاون بين مدينتي الرباطوبيروت، إلى توظيف هذه الاتفاقية في الاستفادة المشتركة من تجارب البلدين خاصة في مجالات تكوين الموارد البشرية والتدبير الحضري والإداري بمعنى كل ما يهم حماية البيئة والنقل والنظافة والصحة والمحافظة على الإرث العمراني والتاريخي والسكن وتهيئة المجال ودعم مقاربة النوع ومحاربة الفقر. وأكد على ضرورة توظيف اتفاقية التوأمة أيضا في مصاحبة عمليات التنمية الاقتصادية بالبلدين وعبر تسهيل التبادل الاقتصادي بين المقاولات وتنظيم معارض التسويق والتجارة، وكذا توظيفها في خدمة الشباب وجمعيات المجتمع المدني لإنعاش الأنشطة الرياضية والثقافية والفنية للمساهمة في إدماج الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة. وأشار السيد ولعلو إلى أن هذا التوظيف سيجعل توقيع الاتفاقية ليس توقيعا شكليا وليس هدفا بحد ذاته، بل سيجعل من التوأمة أداة تعاون وشراكة ومساهمة في إنجاح العمل الحضري وضمان تقدم المدينة ورخاء سكانها كجزء من تقدم البلدين والأمة العربية برمتها. وبخصوص العناصر التي توحد بين المغرب ولبنان، قال إن من بينها العروبة والإشراف على البحر الأبيض المتوسط في أقصى غربه وأقصى شرقه، وشجرة الأرز المرجعية التي تمثل رمز لبنان وتوحد في جبال الريف وجبال الأطلس بالمغرب فضلا عن الارتباط التاريخي المتمثل في وصول الفينيقيين من لبنان إلى مصب نهر أبي رقراق حيث موقع الرباط وكذا بصمات الأمويين في بعض مآثرها والخضوع للحماية الفرنسية. وأضاف عمدة الرباط أن هناك قيما مشتركة من قبيل الوطنية والدفاع عن القضايا العربية المصيرية والتعددية والديموقراطية والانفتاح والتسامح والحداثة باعتبارها قيما كونية يسعى العالم العربي إلى الانخراط فيها في مسعى لتمنيع نفسه في مخاطبة العالم المعولم والدفاع عن قضاياه المصيرية. وأعرب عن ارتياحه لتوأمة مدينة الرباط بمدينة بيروت بتاريخها العريق وجاذبيتها وانفتاحها وبكل ما ترمز إليه لكونها مدينة المحبة ومدينة التسامح الديني ومدينة الإشعاع الثقافي والإبداع الأدبي والإعلامي والفني ومدينة الخدمات المصرفية المالية والاستقطاب العمراني والتطور والحداثة. وقدم السيد ولعلو لمحة عن تاريخ هذه المدينة العريقة التي ارتبط تاريخها وتراثها بعطاءات الحضارتين الفينيقية والرومانية (موقع شالة..) فالدولتين المرابطية والموحدية ، فأصبح الرباط رباط الفتح تنطلق منه الجيوش الإسلامية لتوطيد الحضور العربي الإسلامي بالأندلس في القرن الحادي عشر الميلادي. ومن جهته، قال السيد بلال سليم حمد رئيس المجلس البلدي لمدينة بيروت إن هذا اللقاء في إطار التوأمة بين بيروتوالرباط هو "دعوة للعمل معا ولتبادل الأفكار والإمكانيات في كل المجالات وتوسيع مروحة التعاون لتطال أكبر تجمع عربي يستطيع أن يوجه نظرة موحدة وإمكانية قوية لتأمين الانتقال ومواجهة التحديات وبناء مستقبل آمن". ودعا السيد بلال سليم حمد إلى ضرورة توثيق التعاون ودعم كل أنواع المساعدة ليس بين مدينتين وحسب، وإنما بين سائر المدن العربية خصوصا وأن العلاقات الدولية اليوم تخضع لمتغيرات كثيرة تحمل في طياتها الكثير من المخاطر على كافة الصعد وبالأخص على الصعيدين الاقتصادي والثقافي. وكان قد تم في وقت سابق اليوم بالعاصمة اللبنانية توقيع اتفاقية توأمة وتعاون بين مدينتي الرباطوبيروت بحضور الوفد المغربي الذي ترأسه السيد ولعلو، والذي ضم السيد علي أومليل سفير المغرب المعتمد بلبنان والسيدة ليلى الصلح حمادة رئيسة الهيئة الإدارية لجمعية الصداقة اللبنانية المغربية والسيد سمير الشماع الرئيس التنفيذي للجمعية. وتتمثل مجالات التبادل التي تنص عليها اتفاقية التوأمة بين مدينتي الرباطوبيروت، التي وقعها السيدان ولعلو وبلال سليم حمد، في التدبير الحضري والإداري، والتنمية الاقتصادية والتجارية، والثقافة والرياضة.