يحتضن رواق وزارة الثقافة بالمعرض الدولي للنشر والكتاب معرضا يحتفي بالفرس موسوم ب`"الخيول والفرسان في المخطوطات". ويضم المعرض مؤلفات ومخطوطات تؤرخ للعلاقة بين الإنسان والخيل فضلا عن أحوالها وطبيعتها وأنواعها المختلفة وأفعالها وأنسابها كما تضم هذه المؤلفات رسوما ملونة تمثل أشكالا من العناية بصحة الفرس (البيطرة) . وزين المعرض ، الذي اشتمل أيضا على أصناف السروج والأدوات الخاصة بالتبوريدة وعدة الفارس ، بمخطوط مصحف كامل مكتوب على ورق الشاطبي ومشكول بماء الذهب ، ويوجد هذا المصحف بخزينة ابن يوسف بمراكش.كما ازدان بلوح (يستعمل في حفظ القرآن الكريم) مكتوب عليه بالصمغ آيات قرآنية تتحدث عن الخيل وفضائلها. وقدمت وزارة الثقافة لهذا المعرض بدليل أولي يتضمن بعضا من النصوص المخطوطة التي تزخر بها المكتبة الوطنية والخزانات التراثية الأخرى خاصة بمراكش وفاس. وتنوعت المواضيع التي تطرقت لها هذه المخطوطات ، بين العلوم الدينية وعلم الفروسية وعلم البيطرة والآداب واللغة. ومن بين المخطوطات المعروضة "أرجوزة في أوصاف الخيل"، و"كتاب الإنجاد في أبواب الجهاد وتفصيل فرائضه وسننه وذكر جمل من آدابه ولواحق أحكامه" لأبي عبد الله محمد بنعيسى بن محمد بن أصبغ بن محمد بن أصبغ الأزدي المشهور بابن المناصف القرطبي، عدد أوراقه 155 ورقة كتب بخط أندلسي وهي نسخة ملوكية أو خزائنية وموجودة بخزانة بن يوسف بمراكش. واستقدم منظمو المعرض أيضا كتاب "تأليف في طبيعة الخيل وأنواعها المختلفة وأفعالها" لأندراد الاشبيلي الحكيم وموجود بخزينة جامع القرويين بفاس، و "كتاب سيرة أجواد الإنجاد في مراتب الجهاد" لأبي عبد الله محمد بن أبي عثمان سعيد المراكشي. ويتيح المعرض لزواره فرصة الاطلاع كذلك على "كتاب فيض النيل في آداب الفروسية والمعرفة بأوصاف الخيل" لأبي المواهب العربي بن عبد الله بن محمد بن التهامي بن الحسني بن التهامي الشريف الوزاني، وهو موجود بالمكتبة الوطنية للمملكة الوطنية. ووضعت رهن إشارة الزوار أرجوزة تشتمل على 33 بيتا شعريا في أوصاف الخيل من تأليف أبي زكريا يحيا بن محمد بن أيوب الطائي، وكتبت بخط مغربي مجوهر محلى بالألوان. وتوجد هذه الأرجوزة بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية. وفي معرض تقديمه لدليل هذا المعرض، أكد وزير الثقافة السيد بنسالم حميش أن العرب عنوا منذ أقدم العصور بالخيل، وحرصوا على اقتناء ذات النسب المعروف وصنفوا كتبا في أنسابها وفي أسمائها وجيادها وما يدل على جودة الفرس وعيوبها وألوانها وأوضح السيد حميش أن الخيل استأثرت باهتمام العرب ونبغ منهم شعراء أجادوا وصفها والتغني بفضائلها واهتم علماء اللغة أيضا بالخيل واعتنوا بجمع مفرداتها وأشعارها وأنسابها، وتابعهم المتأخرون في هذه العناية فعالجوا مادتها طبيا ضمن ما يسمى بالبيطرة. يذكر أن الدورة الحالية للمعرض الدولي للنشر والكتاب، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس (من 11 و20 فبراير الجاري) تعرف مشاركة العديد من دور النشر المغربية والعربية والدولية وعدة مؤسسات عمومية وخاصة من المغرب وخارجه من بينها مجلس الجالية المغربية بالخارج ووزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي ووزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية. وتعرف هذه الدورة، المنظمة تحت شعار "القراءة الهادفة لبناء مجتمع المعرفة"، تنوعا سواء من حيث عدد الناشرين والعارضين الذي ارتفع إلى 724 ، أو عدد البلدان المشاركة الذي بلغ 40 ، أو من حيث المساحة الإجمالية للمعرض التي تم رفعها إلى 23800 متر مربع ، خصص منها 11 ألف ، لأروقة الكتب، وذلك لتلبية طلبات المشاركة الواردة على الوزارة من داخل المغرب وخارجه.