دعا عدد من ممثلي المدن الإفريقية المشاركة في الملتقى الإفريقي الخامس للجماعات والحكومات المحلية، المنعقد حاليا بمراكش (من 16 إلى 20 دجنبر الجاري)، إلى تحسين وتشجيع الاقتصاديات المحلية من أجل تحقيق نمو ملموس وخلق مناصب الشغل. وأجمع المشاركون، في لقاء مناقشة نظم في إطار الملتقى الإفريقي الخامس للجماعات والحكومات المحلية حول موضوع "أجوبة الجماعات المحلية والجهوية بإفريقيا على الأزمة العالمية : تشجيع التنمية المحلية المستدامة والشغل"، على أن قضية التشغيل تعتبر من أهم انشغالات الدول المتقدمة منها أوالسائرة في طريق النمو. وأبرزوا أنه مع العولمة وتصاعد قوة الشركات المتعددة الجنسيات، فإن الميثاق الاجتماعي، الذي تمت مناقشته في العديد من بلدان العالم بعد الحرب العالمية الثانية، قد انهار بسبب التوترات الاجتماعية الكبيرة. وأوضحوا أن العولمة، التي تعززت بالتكنولوجيات الإنتاجية الجديدة، فاقمت التنافس بين الدول من أجل استقطاب الفاعلين في المجال الاقتصادي بحثا عن تحقيق النمو وخلق فرص الشغل،مشيرين إلى تراجع عدد مناصب الشغل في العالم رغم المجهودات التي تبذلها السلطات العمومية من أجل خلق فرص عمل جديدة. واعتبر عدد من الخبراء أن التشغيل يعرف في الوقت الراهن تحولات عميقة لايدركها في غالب الأحيان المسؤولون الوطنيون والمحليون، خاصة الأفارقة، موضحين أن اقتصاد القرب بما فيه القطاع الغير مهيكل يفرض نفسه في مواجهة الصعوبات التي تتسبب فيها إشكالية البطالة بالنظر لكونه أكثر القطاعات موفرة لمناصب الشغل. ولاحظوا أن التشغيل الذاتي يعد بالنسبة للعديد من الجماعات المحلية مجرد وضعية انتقالية في انتظار "شغل حقيقي"، معتبرين أن القضية الجوهرية تتمثل في معرفة الكيفية التي ينبغي بها تحديث الاقتصاديات المحلية الإفريقية دون المساس بدينامية القطاع الغير مهيكل والتشغيل الذاتي. كما شددوا على ضرورة الاستفادة من دينامية "الاقتصاد الشعبي" والقطاع الغير مهيكل من أجل إعادة تنظيم سوق التشغيل بالجماعات المحلية الإفريقية. وقد همت النقاشات التي أغنت هذا اللقاء، على الخصوص، "التوازن بين السياسات العمومية والتشغيل" و"الاقتصاد الشعبي" و"الشركات الكبرى والمتعددة الجنسيات "و"استراتيجيات تشغيل الشباب". وتجدر الإشارة إلى أن هذا الملتقى، المنظم تحت شعار "التدابير المعتمدة من لدن الجماعات والحكومات المحلية الإفريقية لمواجهة تداعيات الأزمة العالمية : تطوير التنمية المحلية المستدامة وإنعاش الشغل"، يعرف مشاركة نحو خمسة آلاف فاعل في مجالات التنمية المحلية. ويتدارس المشاركون في هذه التظاهرة الوضع الحالي للاقتصاد العالمي والاستراتيجيات المعتمدة في مجال إنعاش التنمية والقضايا المرتبطة بتدبير المدن.