أجرى الوزير المنتدب المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج السيد محمد عامر،نهاية الأسبوع الماضي،نقاشا مع الكفاءات المغربية المقيمة بفرنسا حول أفضل السبل لإحداث شبكة من أجل المشاركة في جهود التنمية الجارية بالمغرب. وشدد السيد عامر،خلال اللقاءين اللذين عقدهما في باريس وأورلي(جنوب باريس) مع هذه الفئة من المغاربة المقيمين بالخارج،على ضرورة نهج مقاربة واقعية لتعبئة الكفاءات تأخذ بعين الاعتبار خصوصيات الجالية المغربية بكل بلد استقبال. واعتبر أنه لا يوجد نموذج موحد في ما يتعلق بالتعبئة،مضيفا أنه إذا كان النموذج "الجغرافي" قد نجح بالنسبة للكفاءات المقيمة بألمانيا وكندا أو في بلجيكا فإن الوضعية في فرنسا مختلفة. وفي هذا السياق،دعا إلى نهج مقاربة "موضوعاتية" لتعبئة الأطر المقيمة في هذا البلد،وذلك بالاعتماد على الشبكات القائمة. وأعلن،في هذا الصدد،أن نواة شبكات الأطباء ورجال القانون المغاربة قائمة بالفعل،وأن أولى منتديات أطباء مغاربة العالم ورجال القانون المغاربة ستنعقد قريبا بفرنسا. وحسب الوزير فإن نواة شبكات المنتخبين المغاربة بالخارج والمتخصصين في تكنولوجيا الإعلام يجري حاليا تحديدها وأنها سترى النور قريبا. وبخصوص المقاربة،أوضح أنه يتعين بعد مرحلة تسطير الأهداف والهيكلة وإحداث الشبكة،تحديد حاجيات المغرب في مجال الخبرة،وهي المهمة التي تم تحسيس كافة الوزارات بشأنها،مضيفا أن الوزارة ستنكب على التوفيق بين العرض والطلب. من جهة أخرى،أشار السيد عامر إلى أن سياسة إحداث الشبكات تهدف أيضا إلى إدماج تعبئة الكفاءات المغربية في إطار شراكات مع مؤسسات بلدان الاستقبال لتعزيز شراكة مربحة للطرفين. وقال إن الحكومة تتطلع أيضا إلى تعبئة الكفاءات المغربية لفائدة باقي أفراد الجالية لتقليص الهوة بين النخبة والقاعدة. وقد أثمر هذا النقاش عن تبادل صريح وبناء مع الأطر المغربية التي حضرت بكثافة لهذا الموعد،والتي أعربت عن "ارتياحها" للسياسة المغربية اتجاهها،وإدراكها لأهمية العمل في إطار شبكات،مشددة في ذات الوقت على ضرورة العمل بشكل "متواصل". وفي إطار هذه التعبئة وعلى هامش هذه اللقاءات،وقعت الوزارة المكلفة بالجالية المغربية بالخارج اتفاقية شراكة مع "مغرب المقاولين"،وهي جمعية يوجد مقرها بباريس تقوم بتشجيع المغاربة المقيمين بالخارج على إحداث مقاولتهم بالمغرب. من جهة أخرى،عقد الوزير سلسلة من اللقاءات مع النسيج الجمعوي للمغاربة بفرنسا،استعرض خلالها مختلف الاجراءات التي اتخذتها الحكومة لفائدة الجالية المغربية بالخارج. ويتعلق الأمر بمساعدة نقل جثامين الأشخاص المتوفين بفرنسا،وتقديم الوجبات للمحتاجين خلال شهر رمضان،والمساعدات بمناسبة عيد الأضحى،وتوزيع المنح على الطلبة المنتمين إلى عائلات الجالية (1000 منحة)،ومجانية إعداد الجواز البيومتري لفائدة الشباب أقل من 18 سنة،وتعميم المساعدة القانونية والقضائية على مستوى كافة القنصليات. واطلع الوزير خلال هذه اللقاءات على انشغالات أفراد الجالية الذين قدموا شكاياتهم،وخاصة ما يتعلق منها بالمشاكل التي يجدونها مع الإدارة بالمغرب (الضرائب،القضاء،والجمارك..)،والتي يعود أغلبها إلى نقص في الإلمام بالمساطر. وأكد السيد عامر استعداد الوزارة لدعم جمعيات الجالية مشيرا إلى أن الحكومة تشجع على الخصوص جمعيات الشباب،وهي الفئة التي تحظى بالأولوية والتي ينقصها التأطير. وفي ما يتعلق بالعرض الثقافي،وإلى جانب مشروع المركز الثقافي بمانت لا جولي (ضواحي باريس) والذي يروم توفير فضاء التقاء بالنسبة لفئة من الجالية تبحث عن جذورها،أكد أن دار المغرب بفرنسا،الواقعة بالمدينة الجامعية الدولية،ينبغي أن تشكل فضاء للإشعاع الثقافي للمغرب. وفي هذا الإطار،عقد الوزير اجتماعا مع اللجنة الثقافية بدار المغرب لتفعيل الاتفاقية الموقعة في السنة الماضية بين الجانبين بهدف برمجة تنشيط ثقافي،وتقرر أن تنظم الدار الأيام الثقافية المغربية الأولى في أبريل القادم بشراكة مع الوزارة. وقد جرت هذه اللقاءات بحضور ممثلي الشبكة القنصلية المغربية بجهة باريس،وسفير المغرب بباريس،ورئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية المغربي محمد الموساوي،ورئيس تجمع مسلمي فرنسا أنور كبيبش. كما حضر هذه اللقاءات منتخبون فرنسيون وخاصة عمدة شوازي لوروا (جنوب باريس)،دانييل دافيس،الذي أكد ارتباطه بالمغرب،وعبر عن استعداده لتنظيم برامج تبادل الشباب بين المغرب وهذه المدينة الصناعية التي تقيم بها جالية مهمة من أصل مغربي ممثلة بنائبين في المجلس البلدي.