الحسيمة-تاونات وعمدية ماطارو الكاطالانية (30 كلم شمال برشلونة) محور لقاء انعقد أمس السبت بين رئيس هذه الجهة السيد محمد بودرا، والعمدة الاشتراكي للمدينة الكاطالانية السيد خوان أنطوني بارون. وقال السيد بودرا، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن المباحثات، التي جرت بحضور القنصل العام للمغرب ببرشلونة السيد غلام ميشان، تمحورت على الخصوص حول سبل إرساء تعاون مثمر بين الجانبين، من خلال التوقيع على اتفاقيات توأمة بين ماتارو والمجالس البلدية لأقاليم شمال المملكة. وأكد أن السيد أنطوني بارون أشاد، بهذه المناسبة، باندماج أفراد الجالية المغربية في المجتمع الكاطالاني، مؤكدا على مساهمتهم في التنمية السوسيو اقتصادية لمدينة ماطارو. وأضاف السيد بودرا أن عمدة مدينة ماطارو ثمن أيضا المجهودات المبذولة من طرف المغرب في مجال اللامركزية، واصفا مسلسل الجهوية الموسعة الذي أطلقته المملكة بالهام. من جهة أخرى، التقى رئيس جهة تازةالحسيمة تاونات، أيضا، بمسؤولي حزب التحالف الوطني الكاطالاني، الحاكم لإقليم كاطالونيا عقب فوزه في انتخابات 28 نونبر 2010 التي شهدها هذا الإقليم الواقع شمال شرق إسبانيا، والذي يتمتع باستقلال ذاتي. وقال السيد بودرا، إنه أطلع بهذه المناسبة مسؤولي التحالف الوطني الكاطالاني على الإصلاحات التي قام بها المغرب في مجال تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان، مبرزا الدينامية التي يشهدها المغرب على كافة الأصعدة بسبب إطلاق العديد من المشاريع الهيكلية. وأكد أن مسؤولي التحالف الوطني الكاطالاني أعربوا عن إرادة كاطالونيا تعزيز أواصر الصداقة والتعاون مع المغرب، موضحا أن الحكومة المستقلة لكاطالونيا تعتزم فتح مكتب تمثيلي لها بالرباط، بهدف إعطاء دفعة جديدة لعلاقات التعاون الثنائية. كما ثمنوا المجهودات التي تبذلها المملكة من أجل بلورة نموذج للجهوية يأخذ بعين الاعتبار الخصوصيات الثقافية والسيوسيو اقتصادية، مشيرين إلى الرغبة التي تحذو كاطالونيا في جعل المغرب يستفيد من تجربتها في هذا المجال. وأطلع السيد بودرا المسؤولين الكاطالانيين أيضا على آخر تطورات قضية الوحدة الترابية للمملكة، معبرا عن إدانته لتصرفات بعض الأوساط الإسبانية المعادية للمغرب. وشدد مسؤولو التحالف الوطني الكاطالاني، في هذا الصدد، على أن بعض وسائل الإعلام الإسبانية لجأت فعلا إلى استغلال أحداث العيون الأخيرة، معربين عن اعتقادهم بأنه يتعين على المغرب مباشرة خطوات من أجل إطلاع الرأي العام الكاطالاني على حقيقة الأحداث التي شهدتها المدينة. وأوضح السيد بودرا أن المسؤولين الكاطالانيين ثمنوا أيضا الجهود التي بذلها المغرب من أجل إيجاد حل عادل ودائم لقضية الصحراء، من خلال منح حكم ذاتي موسع للأقاليم الجنوبية للمملكة. على صعيد آخر، شارك السيد بودرا في مائدة مستديرة حول "تجارب اللامركزية في العالم وفي المغرب"، نظمت بمبادرة من جمعية تاغراست فضاء ماتارو الأمازيغي. وأبرز خلال مداخلته الجهود التي بذلتها المملكة في هذا المجال، منذ الاستقلال، بهدف تعزيز الحكامة وإرساء الديمقراطية المحلية. وأجمع كافة المتدخلين على أهمية هذا الورش من أجل تحقيق تنمية جهوية متضامنة ومنسجمة في إطار الوحدة الترابية للمملكة.