يقوم أعضاء إيطاليون بالروتاري وأطباء أخصائيون في أمراض الدم منذ أمس الأربعاء بزيارة عمل للمغرب تستغرق أربعة أيام، وذلك في إطار انخراطهم الدائم لفائدة برنامج طموح للوقاية ودعم المرضى المصابين بالثلاسيميا في المغرب. وتندرج زيارة هذا الوفد الإيطالي الهام في إطار مسلسل انطلق قبل ثلاث سنوات وبلغ ذروته مع إحداث مركزا لعلاج هذا المرض والتكفل بالمرضى، مما مكن العديد من الأطفال الذين يعانون من الثلاسيميا، وللمرة الاولى، من تلقي علاجات خاصة. وحسب الجمعية المغربية لمرض الثلاسيميا، فإن نحو 5 آلاف مغربي سيصابون بهذا المرض الوراثي والذي يكون في غياب العلاج، قاتلا بالنسبة للأطفال الذين لم يبلغوا بعد 8 سنوات. ويعاني الطفل الذي ازداد وهو مصاب بالثلاسيميا من نقص في إنتاج الهيموغلوبين الطبيعي للكبار (أ 1)، مما يتسبب في فقر الدم الشديد المزمن، إضافة على الخصوص إلى الإصابة بتشوه في الوجه ونقص في الطول. وتم إحداث هذا المركز في الرباط بفضل العمل الجبار الذي قام به نادي الروتاري الرباط شالة ونادي الروتاري بجنوى (إيطاليا)، والجمعية المغربية للثلاسيميا وقسم أمراض الدم والأطفال بالمستشفى الجامعي ابن سينا بالرباط، وهو يعتبر أكبر مشروع للروتاري على الصعيد العالمي. كما يعد أيضا أهم عمل علمي أنجز خلال السنوات الثلاث الماضية على مستوى المغرب والمغرب العربي وافريقيا لفحص حاملي ناقلات الجينات التي تنقل المرض. وهم هذا العمل العلمي ساكنة تضم أزيد من 7 آلاف شخص، وستكون لنتائجه حينما تنشر أثر على الصعيدين الوطني والدولي. واستفاد في هذا الإطار العديد من الأطباء والممرضين المغاربة من دورات تكوينية بإيطاليا، ونشط خبراء إيطاليون وفرنسيون أيام دراسية بالمغرب حول الجوانب الوبائية والعلاجية للثلاسيميا. وتهم المحاور الاستراتيجية لسنة 2011 تعزيز ودعم المنجزات التي تم تحقيقها، وعلى الخصوص إحداث لجنة للقيادة ، وولوج أفضل إلى العلاجات الطبية. وبالنسبة لمدن الدارالبيضاء ومراكش وفاس، فإن الأمر يتعلق بتحديد المعايير الروتارية والطبية، التي ستشكل أرضية للتكفل بالمصابين بالثلاسيميا في مناطق إقامتهم، وذلك وفقا لخطة عمل سنوية، وذلك إلى غاية 2013. ويتعلق الأمر أيضا بإقامة تنسيق جهوي ووطني بين مختلف هذه البرامج، وكذا مأسسة الصداقة المغربية-الإيطالية في هذا المجال، مما يعتبر الضامن الوحيد لاستمرارية هذا العمل الإنساني.