"الوطن العربي" أن الجولة الرابعة من المفاوضات حول الصحراء تزامنت مع إحراز المغرب عدة أهداف بمرمى الخصوم كان أبرزها تعزيز الاتحاد الاوربي والمغرب علاقاتهما السياسية من خلال تجاوز التوتر الذي نتج عن ملف أحداث العيون الأخيرة. ومن بين هذه الاهداف أيضا، توضح المجلة في عددها الاخير، التوقيع على اتفاقية جديدة في مجال الرفع من وتيرة تحرير المبادلات الزراعية والصيد البحري بين الطرفين وعقد أعمال الدورة التاسعة لمجلس الشراكة بين المغرب والاتحاد الاوربي ببروكسيل والي تنوعت مواضيع أجندتها بين السياسي والاقتصادي . وأضافت أن المغرب شدد خلال اجتماعات بروكسيل على "ضرورة مرافقة الاتحاد الاوربي لمساعي الأممالمتحدة في وساطتها بين الطرفين المعنيين بنزاع الصحراء في الوقت الذي يوجد فيه انقسام وسط الاتحاد الاوربي حول الدور الذي يجب أن يقوم به في منطقة يفترض انها تقع في نفوذه الاستراتيجي". وأوضحت أنه في الوقت الذي توحدت فيه وجهات النظر الدولية من الغرب إلى الشرق في رؤيتها للحل الأمثل للنزاع، استبق مسؤولو البوليساريو هذه المفاوضات بعدد من "اللاءات" ووصفوا المفاوضات بأنها غير ذات جدوى والمثير للجدل، تؤكد الصحيفة، أن هذه التصريحات جاءت من قلب العاصمة الجزائرية. واستخلصت "الوطن العربي" أن " المدقق في تصريحات المسؤولين بالبوليساريو والتي نقلتها الصحف الجزائرية، وموطن إطلاقها، يدرك منذ البداية أن الجولة الرابعة من المفاوضات تحمل فيتو جزائريا مفاده أن هذه الدولة ،أي الجزائر، تريد توصيل رسالة للمغرب مفادها بأنه لا يمكن القبول بغير الانفصال". ونقلت "الوطن العربي" عن برلمانية أوربية قولها إن "نزاع الصحراء يمثل أخر صور لي الأذرع بين فرنسا وإسبانيا" مؤكدة على ضرورة تغيير هذا الوضع بمحاولة تشجيع الاستقرار بالمنطقة والقضاء على القلق القادم من منطقة الساحل الإفريقي والمساهمة في وضع الصحراء على سكة التنمية عوض الرهان على المعارك الميدانية التي أضحى ربحها مستعصيا وسط تغيرات العصر. ودعت البرلمانية الاوربية وهي عضو بالحزب الإشتراكي الإسباني "إلى تحويل المقاربات الإسبانية والاوربية العدائية لإشكال الصحراء بشكل ينعكس بالإيجاب على تشجيع النمو بدول الاتحاد الاوربي والاتحاد المتوسطي ". وتابعت " لقد أثبت دعمنا للعنف وتشجيع التشتيت بكل من أفغانستان والعراق بأننا لا نوسع فقط الفجوات العاطفية بيننا وبين الغير بل نحفر فجواتنا الاقتصادية بأيدينا في الوقت الذي أضحت فيه دول الضفة الجنوبية للمتوسط تحقق نموا أسرع بكثير مما تحققه نظيرتها الشمالية". كما نقلت المجلة عن عضو الكونغريس الأمريكي الجمهوري لينكولن دياز بلارت تنديده بمحاولات التضليل المغرضة والمتعمدة بخصوص الأحداث التي شهدتها مدينة العيون مؤخرا وقال "لاينبغي أن ننسى أنه عندما كانت الصحراء تحت الاحتلال الإسباني كان المغرب البلد الوحيد الذي طالب بسيادته على هذه الأراضي". وقال عضو الكونغريس الأمريكي في هذا الصدد "بالفعل فإن المملكة المغربية ظلت تطالب باسترجاع هذه الاراضي وبوضع حد للإستعمار الاسباني وأن ما يسمى بالبوليساريو لم يظهر إلا بعدما تم تحقيق تقدم ملموس في الصحراء من قبل المغرب تحت قيادة الملك الحسن الثاني في اتجاه استرجاعه أراضيه الصحراوية خلال السبعينات". وأكد أن "البوليساريو كان وما يزال يمول من طرف الجزائر ومساندا من قبل النظام الشيوعي في كوبا " محذرا من قيام كيان صغير ووهمي في شمال إفريقيا تديره نغمة استبدادية لنظام كاسترو" معتبرا أن قيام دويلة صغيرة في المنطقة ستكون نقطة انطلاق لعدم الاستقرار الإقليمي وأرضية خصبة لتصدير الإرهاب. وشدد على ان "مستقبل الحرب على الإرهاب الدولي والاستقرار في شمال إفريقيا يقتضيان من الحكومة الأمريكية مواصلة الدعم بشكل واضح وصارم للمملكة المغربية البلد الصديق والحليف". وفي شهادة أخرى استقت "الوطن العربي" رأي دبلوماسي غربي رفيع أكد لها أن "معظم دول الاتحاد الاوربي فاض بها الكيل من هذا الملف المعطل للاستقرار في منطقة المغرب العربي في الوقت الذي يسعى فيه الاتحاد إلى الانفتاح اقتصاديا على هذه المنطقة التي تمثل له بوابة عبور لدول القارة الإفريقية". وشدد الدبلوماسي الغربي على أن العديد من قادة الدول الاوربية أبدوا بالفعل استياءهم خلال مجالسهم المغلقة من موقف جبهة البوليساريو وأيضا من إصرار الجزائر على عرقلة الوصول الى حل مرض يحفظ للمغرب سيادته وللشعب حكمه الذاتي طبقا للمقترح المغربي الذي يلقى حسب وصفه ترحيبا اوربيا غير معلن. وكشف الدبلوماسي الغربي في تصريجاته للمجلة، النقاب عن معلومات سرية تداولتها هذه الدول فيما بينها متعلقة بالمساعدات التي تتلقاها البوليساريو من دول الاتحاد ومن المنظمات الحقوقية تفيد باحتمال وقف هذه المساعدات التي قال انها تمثل جزءا من العراقيل التي تحول دون غلق هذا الملف. وخلص إلى أن "الشعور بالقلق بدأ بالتفشي وسط العواصمالغربية بعد تنامي نفوذ قاعدة الساحل والصحراء خلال الفترة الماضية واستهداف رعايا هذه الدول ومصالحها الاقتصادية بشكل مباشر وحصول اجهزة مخابرات بعض هذه الدول على معلومات تؤكد تورط البوليساريو في دعم الارهاب بالمنطقة.