بدأت مساء اليوم الأربعاء بالقاهرة أشغال الاجتماع الطارئ للجنة متابعة مبادرة السلام العربية على مستوى وزراء الخارجية بمشاركة الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، لبحث تطورات مسار مفاوضات السلام المباشرة بين الاسرائيليين والفلسطينيين. ويأتي عقد الاجتماع، الذي يمثل المغرب فيه السيد محمد فرج الدكالي سفير المغرب بالقاهرة والمندوب الدائم للمملكة لدى الجامعة العربية، عقب إعلان الإدارة الأمريكية فشلها في الضغط على إسرائيل لوقف الاستيطان كشرط أساسي لاستمرار المفاوضات. وفي هذا الصدد، سيبحث الاجتماع الخيارات المتاحة أمام الجانب العربي للتحرك في ظل الفشل الأمريكي في حث إسرائيل على الالتزام بإجراء مفاوضات جادة. وذكر مصدر من الجامعة العربية أن الرئيس الفلسطيني سيضع المسؤولين العرب خلال هذا الاجتماع في صورة التطورات الخاصة بعملية السلام والأفكار التي ناقشها أمس الثلاثاء مع المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط جورج ميتشل، كما سيطلعهم على نتائج المباحثات التي أجراها رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات مع وزيرة الخارجية الأمريكية قبل أيام بواشنطن. وأكد المصدر ذاته أن الموقف العربي من عملية السلام سيتحدد وفق ما سيطرحه أبو مازن من أفكار وموقفه من استئناف المفاوضات من عدمه، حيث سيعرض رئيس السلطة الوطنية الفسطينية على الوزراء العرب مذكرة تفصيلية عن التعنت الإسرائيلي وضعف الضغوط الأميركية في ظل المرونة العربية التي منحت لإسرائيل لاستئناف مفاوضات جادة. وسيناقش الاجتماع أيضا الجمود والشلل التام الذي تعيشه عملية السلام في المنطقة بسبب التعنت الاسرائيلي ورفض قوات الاحتلال وقف الاستيطان واستمرارها في تنفيذ إجراءات تهويد القدسالمحتلة واستمرار الحكومة الاسرائيلية في خلق وقائع على الأرض تهدد بشكل خطير حل الدولتين وتضر بمفاوضات الوضع النهائي وتهدد إقامة دولة فلسطينية متصلة وقابلة للحياة عاصمتها القدسالشرقية. وكانت جامعة الدول العربية قد جددت عشية الاجتماع رفضها التام للعودة للمفاوضات مع إسرائيل في ظل استمرار الاستيطان بالأراضي الفلسطينيةالمحتلة. وقال الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة في الجامعة محمد صبيح، في تصريح صحفي، إن "المفاوضات في ظل الاستيطان أمر مرفوض لأن هذا يعني مضيعة للوقت وتغطية على الإجراءات الإسرائيلية". وأضاف انه "يتعين وضع حد لسياسة الكيل بمكيالين" داعيا المجتمع الدولي إلى الوقوف بحزم أمام السياسة الإسرائيلية الخطيرة التي تهدد الأمن والاستقرار في العالم، وكذا في وجه السياسة العنصرية بجنوب إفريقيا وإسقاط النظام العنصري هناك". من جهته حذر المنسق الخاص للامم المتحدة لعملية السلام في الشرق الاوسط روبرت سراي من أن آفاق حل الدولتين لتسوية النزاع في المنطقة قد تبدأ في التلاشي العام المقبل ما لم يحدث تقدم في المحادثات على المسار الفلسطيني. وأكد سراي في تصريحات صحفية أنه من الضروري أن يقدم الإسرائيليون والفلسطينيون مقترحات جادة في القضايا الرئيسية مثل الحدود ووضع القدس وأن تخفف إسرائيل القيود على الضفة الغربيةالمحتلة، مشددا على الحاجة إلى "وساطة فعالة جدا" تقودها الولاياتالمتحدة. وقال سراي إن انتهاء المحادثات المباشرة التي بدأت في شتنبر الماضي والتي لم تستمر سوى بضعة أسابيع هو "انتكاسة خطيرة" في السعي من أجل اتفاق سلام شامل وعادل.