بلغ منتوج الموسم الحالي لقطاع الزيتون بإقليم قلعة السراغنة ما يفوق 200 ألف طن، وهو ما اعتبره المنتجون "موسما جيدا"، يساهم في دعم الإنتاج الوطني بنحو 10 في المائة. وتبين، من خلال جولة تفقدية قام بها أمس الخميس عامل الإقليم السيد محمد نجيب بن الشيخ لوحدات صناعية لتثمين هذا المنتوج بمنطقة تساوت العليا، أن 60 في المائة من إنتاج هذه السنة يتم تحويلها للتصبيرة و35 في المائة تخصص للزيوت فيما لا يتعدى الاستهلاك الذاتي نسبة خمسة في المائة المتبقية. ووقف عامل الإقليم في هذه الجولة التي شملت الوحدات الإنتاجية المتواجدة بكل من جماعات العطاوية والجوالة وتملالت ورأس العين، على سير العمل بها وكيفية إعداد منتوجات الزيتون قبل طحنها وتوفير شروط النظافة والوقاية عند استخراج الزيوت وضمان وتأمين الشروط اللازمة للحفاظ على جودة منتوج زيت الزيتون بمنطقة قلعة السراغنة. وأكد منتجو القطاع بالإقليم أن وفرة الإنتاج لهذا الموسم تعود بالأساس لسنة مطيرة مكنت حقول الزيتون بالمنطقة من سد حاجيات القطاع من السقي، مما يدل على أن قطاع الزيتون بالإقليم عموما يخضع في تدبيره لأنماط تقليدية، وأن حصيلة الإنتاج تظل رهينة إكراهات هيكلية. كما لاحظوا، في تصريحات استقتها وكالة المغرب العربي للأنباء في عين المكان، أن وحدات تثمين المنتوج بالإقليم، التي تحول في هذه الفترة ما يقارب 40 طن يوميا وتشغل مئات العمال، عرفت في السنوات الأخيرة تطورا هاما فيما يتعلق بإدخال التقنيات الحديثة في مجالات التصبير واستخراج الزيوت، في الوقت الذي بقيت فيه جل حقول الزيتون خاضعة للمعالجة التقليدية، خاصة في ميدان السقي والمواكبة التقنية لتنمية المغروسات. ومن جهتها أكدت مصادر المديرية الإقليمية للفلاحة بقلعة السراغنة، أن الموسم المقبل والمتزامن مع السنة الأولى من تنفيذ مخطط المغرب الأخضر، سيتميز بعمليات واسعة النطاق تهم أساسا، تكثيف تأطير الأغراس الجديدة والصيانة مثل التسميد والسقي والمعالجة فضلا عن تنظيم دورات تدريبية حول عمليات التقليم والتشبيب. وأضافت أن برنامج الموسم الفلاحي الجديد يتضمن وضع تصميم مديري لطحن الزيتون وخلق وحدات صناعية عصرية لطحن الزيتون مع إصلاح الوحدات القائمة وتنشيط ودعم جمعية منتجي الزيتون ومواصلة برامج الشراكة الخاصة بأغراس الزيتون ومكافحة الأمراض والطفيليات التي تتهدد أشجارها بالمنطقة. ويغطي شجر الزيتون بإقليم قلعة السراغنة، 50 ألف هكتار تمثل 91 في المائة من إجمالي مغروسات الزيتون بجهة مراكش تانسيفت الحوز، أي ما يمثل 15 في المائة على الصعيد الوطني بمعدل إنتاج سنوي يقدر ب 150 إلى 250 ألف طن حسب المواسم علاوة على كونه يشغل يدا عاملة موسمية هامة.