أكد المؤرخ الفرنسي برنار لوغان، أن نزاع الصحراء اختلق بغاية فصل المغرب عن جذوره الإفريقية. وأكد صاحب كتاب "تاريخ المغرب"، في حديث نشرته صحيفة (لوماتان الصحراء والمغرب العربي)، اليوم الثلاثاء، أن السبب الرئيسي وراء هذا النزاع يكمن "في إرادة قوية لفصل المغرب عن جذوره الإفريقية، من خلال اختلاق ملف مفتعل، هو ملف الصحراء". وذكر لوغان، الذي يعتبر أن العمل على القرون الماضية ينير التاريخ الحاضر والمستقبل، بأن "السيادة المغربية على غرب إفريقيا، أو بلاد السودان فعلية"، مشيرا إلى أنها كانت واضحة من خلال إلغاء الضرائب وتعيين السلطات الإدارية (القياد والباشوات والعمال). وسجل أن "صلاة الجمعة كانت تؤدى باسم سلطان المغرب". وأبرز هذا المتخصص الكبير في تاريخ القارة، أن "إشعاع المغرب امتد إلى ما وراء تغارت وعلى طول الصحراء انطلاقا من خط أكادير-سجلماسة-توات، ليشمل بذلك مدن شمال المغرب وضفاف أنهار السينغال والنيجر". وأوضح أن "جميع الروابط الاقتصادية والسياسية والثقافية والدينية، التي كانت قائمة بين شمال منطقة الساحل من بحيرة تشاد إلى المحيط الأطلسي، امتدت إلى غاية الواجهة المتوسطية، وكانت تمر بالضرورة عبر المغرب. لقد شكل المغرب الاستمرارية التاريخية الوحيدة على مدى 12 قرنا". وتابع أن "التأثير المغربي في هذه المنطقة الشاسعة، الممتدة من طنجة إلى ضفة نهر السينغال، كان جليا من خلال رواج عملة وحيدة، ونظام موحد للأوزان والمقاييس"، موضحا أن حركة السلع كانت تمر بدون عوائق جمركية، لأن الأمر كان يتعلق بمبادلات داخلية تتم داخل حدود مجموعة ثقافية واقتصادية واحدة". وبخصوص الاقتطاعات الترابية التي تمت خلال الفترة الاستعمارية، وخاصة بعد معركة إيسلي وإلحاق أراض هي تاريخيا مغربية بالجزائر (سوارا، غمارة، توات، تيميمو، بشار...)، أكد لوغان أن الجنرال دوغول كان قد اقترح على المغرب (سنة 1960) تصحيح الحدود، وبحث استرجاع المملكة لأراضيها التي كانت فرنسا قد ألحقتها بالجزائر. وأضاف أن "المغاربة رفضوا ذلك. ولم يرغبوا الطعن في ظهر أشقائهم الجزائريين"، حيث "كان من الواضح بالنسبة المغرب، أنه بمجرد حصول الجزائر على استقلالها سيتم حل جميع القضايا الحدودية بين البلدين الشقيقين. لكن الجزائر عند حصولها على الاستقلال قدمت نفسها على أنها الوريثة الترابية لفرنسا، ورفضت الاعتراف بالحقيقة". وأكد لوغان أنه "للمرة الثانية، ستوجه الجزائر طعنة للمغرب، إذ أبدت رغبتها، مدعمة في ذلك من قبل إسبانيا، وبصوت بومدين، في قيام دولة صحراوية مستقلة".