أكد مشاركون في ندوة عقدت أمس الاربعاء بروما بمشاركة شخصيات مغربية وإيطالية أن المغرب يمثل نموذجا في مجال التنمية في العالم العربي وشريكا لا محيد عنه وأساسيا في التعاون الاورمتوسطي. وأجمع المشاركون في الندوة المنظمة من قبل المعهد الايطالي لاسيا والمتوسط ، على الاشادة بنموذج التنمية المغربي والانجازات المتميزة التي تحققت من قبل المملكة في مجالات مختلفة . وأبرز المشاركون في أطار تدخلهم في المحور الرئيسي للندوة (العالم العربي أمام الاصلاحات ، المغرب نموذج) المسلسل الطموح للاصلاحات الذي انخرطت فيه المملكة مع تشبثها بأصالتها وتقاليدها حيث تستمد قوتها ونجاعتها. وتحدث المتدخلون، ومن بينهم ممثلو منظمات دولية غير حكومية ، في هذا الاطار، عن الجهود المبذولة من قبل المغرب من أجل تحديث قطاعاته الانتاجية بهدف رفع تحدي التنمية ومواجهة الرهانات المفروضة في هذه المرحلة المطبوعة بالعولمة بامتياز. وبعد أن استعرض مختلف الاصلاحات المنجزة في مجال الممارسة الديموقراطية وفي المجالات الاقتصادية والاجتماعية ، أكد الامين العام لحزب التقدم والاشتراكية السيد نبيل بنعبد الله ، على ضرورة تعزيز المكتسبات وتقويتها من خلال جيل جديد من الاصلاحات. وأشار ، في هذا الصدد ، الى تجسيد مشروع الجهوية وتحسين الحكامة من خلال إصلاح القضاء وبذل المزيد من الجهد على الصعيد الاجتماعي بهدف حل مشاكل الفقر والاقصاء الاجتماعي والاختلالات بين الجهات. وذكر السيد بنعبد الله، في معرض توجيهه الدعوة لأوروبا ، خاصة إيطاليا باعتبارموقعها كنقطة عبور ، إلى إيلاء المزيد من الاهتمام والدعم للنموذج المغربي ، بالرغبة التي مافتئت تحدو المغرب لتحقيق الإندماج الجهوي والدفاع عن قيم الانسجام والتوافق . أما رئيس بلدية مدينة الرباط السيد فتح الله ولعلو فقد أكد من جهته أن منطقة المتوسط لا ينبغي أن يبقى مجرد همزة وصل بل عليها أن تنتهز فرصة ظروف الخروج من الازمة التي يعرفها العالم لتطوير القطاعات الاساسية للاقتصاد ، معتبرا أن الخروج من الازمة يعد فرصة لمنطقة المتوسط المدعوة لتحقيق نهضة وإشعاع جديدين. وأشار السيد ولعلو ، الذي تحدث بالخصوص عن الافاق المفتوحة بالنسبة للمنطقة في مجال تنمية الطاقات المتجددة، إلى أهمية انعاش هذا الفضاء للحوار وتثمينه أكثر.( أما السيد حسن أبو أيوب سفير المغرب بإيطاليا ، الذي أشاد بعقد هذا اللقاء ، فقد شدد على ضرورة إرساء حوار دائم بين مختلف الاطراف حتى يمكن تجاوز الاحكام المسبقة التي يغذيها البعض في الغرب تجاه العالم العربي. وقال إن "مخاطبينا تحدوهم رغبة في الحصول على المزيد من المعلومات وعلينا أن نستجيب لها " ، مؤكدا على "أننا نتحمل جزء من المسؤولية في هذا الصدد". ومن جهته استعرض السيد سيدي صالح داحا مدير التعاون الدولي والعلاقات الاقتصادية بوكالة تنمية أقاليم جنوب المملكة استراتيجية التنمية المستدامة التي تنفذها الوكالة والاعمال المنجزة لفائدة المواطنين بهذه الاقاليم. وقد تميزت هذه الندوة أيضا بمشاركة نائبة كاتب الدولة الايطالي في الشؤون الخارجية السيدة ستيفانيا كراكسي التي حيت "الجهود المتميزة" التي بذلها المغرب بهدف تنمية قطاعه الانتاجي وتطوير حقوق الانسان. وأكدت أن حالة المغرب تعد "نموذجية" في العالم العربي في هذا الصدد ، حيث تمكن بالرغم المشاكل المتأصلة الخاصة بالمنطقة ككل ، من قطع خطوات جبارة بهدف ضمان تنميته من خلال العمل على تحديث نسيجه الانتاجي وإنعاش الحقوق المدنية والانسانية. وشارك في أشغال هذه الندوة التي نظمت على مدى يوم واحد نحو 150 شخصية مغربية وإيطالية وممثلون عن منظمات دولية . وتوزعت أشغال الندوة في اطار ثلاث موائد مستديرة تتعلق بالخصوص ب (أوراش الاصلاحات) و(تحديات التتمية البشرية) و(مشروع المجتمع المغربي). وتركزت مداخلات المشاركين في المؤتمر حول محاورتناولت بالخصوص (المقاربة المغربية للاصلاحات في إطار العولمة) و(تعزيز الديموقراطية ،إصلاح القضاء والمجتمع المدني خدمة للتنمية البشرية). كما تم بحث مواضيع منها (التنمية البشرية في المغرب:الافاق الاوروبية ) و(جيوسياسية البحر الابيض المتوسط) . تجدر الاشارة إلى أن المعهد الايطالي ، الذي أحدث في 1974 ، يعمل بتعاون مع عدة مؤسسات إيطالية من أجل التشجيع على إرساء نظام تعاون فعال ونشط مع احزاب ايطالية واجنبية. ويضع المعهد كل خبراته والمختصين التابعين له في مختلف المجالات رهن اشارة البرلمانيين والمقاولات والدول والجهات الاخرى خاصة من خلال تنظيم ندوات وزيارات سياسية وبعثات اقتصادية.