انطلقت اليوم الاثنين بمراكش أشغال المؤتمر الاقليمي حول الادارة المتكاملة للموارد المائية والتغيرات المناخية الذي تنظمه مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة والمنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة ( إيسيسكو) الى غاية 2 دجنبر المقبل . وتهدف هذه التظاهرة، التي يشارك فيها ممثلو عدد من الدول العربية العضو في منظمة الإيسيسكو بالاضافة الى ثلة من الخبراء المغاربة والأجانب، الى تحليل الحالة الراهنة لآثار التغيرات المناخية على الموارد المائية ودراسة طرق التخفيف والتكييف المعمول بها لمواجهة هذه الظاهرة في بلدان العالم الاسلامي. وتشكل هذه الورشة مناسبة لتبادل الخبرات والمعلومات لتسليط الضوء على ظاهرة التغيرات المناخية التي تؤثر على الدول العربية والاسلامية ، وما لها من عواقب وخيمة بما في ذلك الجفاف والفيضانات والتغيرات في التوزيع الجغرافي لتساقط الأمطار وزيادة ملوحة المياه لبعض الفرشات المائية الساحلية وكذا التصحر. وأكد السيد عبد العزيز بلحوجي عن مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة في كلمة له خلال افتتاح أشغال هذا المؤتمر، أن التغير المناخي أصبح من أهم التحديات والرهانات المطروحة على البشرية خلال القرن الحالي ، اعتبارا لما لهذه الظاهرة من انعكاسات جسيمة على الموارد الطبيعية عامة والمائية على الخصوص . وأشار الى أن معالجة تأثير تغير المناخ على الموارد المائية والتكيف معها يتطلب تضافر كافة جهود الدول لاتخاذ التدابير اللازمة بصورة متكاملة وجماعية، وتوفير الخبرات والقدرات التحليلية والكفاءات المؤهلة من أجل توجيه السياسات العمومية وبلورة وانجاز البرامج الكفيلة للحد من هذه التأثيرات السلبية بالتنسيق والتعاون مع كافة الأطراف المعنية بما في ذلك مراكز الأبحاث العلمية والجامعات ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص. وقال إن مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة تتطلع الى لعب دور طلائعي في نشر الثقافة البيئية والتحسيس والتوعية بخصوص الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية، الموجهة للادارات والفاعلين الاقتصاديين ولكل شرائح المجتمع، وذلك بوضع ثلاثة برامج تهدف الى التقليص من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون من بينها برنامجي " المقاولات الايكولوجية" و" التعويض الطوعي للكربون". ومن جهته، أوضح ممثل المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة السيد حاتم مخيمر محمد ، أن هذا الملتقى يروم تعزيز التعاون الاقليمي والدولي للنهوض بالابحاث العلمية حول الآثار السلبية المتوقعة على الموارد المائية نتيجة لظاهرة التغيرات المناخية، والعمل على وضع استراتيجية وخطط عمل لمواجهة هذه الآثار . وأكد استنادا الى التقديرات العلمية، انه من المتوقع بحلول عام 2025 أن تعاني دول العالم الاسلامي بما فيها المنطقة العربية من تفاقم أزمة المياه ، مما يتطلب من هذه الدول تكثيف الجهود وتعميق البحث والتشاور فيما بينها لاستنباط الآليات التي تمكن من تحقيق أمنها المائي، وذلك عبر إعداد استراتيجيات وطنية واقليمية تأخذ بعين الاعتبار جميع الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والبيئية والثقافية. وسيتناول المشاركون في هذا المؤتمر، على الخصوص، برامج التحسيس والاعلام حول الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية التي تقوم بها مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة في إطار برنامجها " التعويض الطوعي للكربون"، ورصد حالات الدول العربية ، والتقنيات المختلفة المستخدمة في التحلية وفي معالجة مياه الصرف الصحي ، وتطبيقات النظم المعلوماتية الجغرافية والاستشعار عن بعد في الادارة المتكاملة للموارد المائية .