يعتبر المعرض المتجول "المغرب وأوربا، ستة قرون في نظرة الآخر"، الذي أشرف على افتتاحه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد عشية اليوم الأربعاء بالرباط ، فرصة لتشجيع الاحترام المتبادل والحوار بين ضفتي المتوسط. ويسلط هذا المعرض المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الضوء على التواريخ الفريدة والمتقاطعة بين المغرب وأوربا، بداية بالآثار التي خلفها الدبلوماسيون والتجار وباقي المسافرين، وصولا إلى التوقيع في أكتوبر 2008 على اتفاقية الوضع المتقدم بين المغرب والاتحاد الأوربي. وتهدف هذه التظاهرة إلى إيقاظ الوعي بالهوية المغربية المنفتحة على العالم والتي تحتفظ، مع ذلك ، على خصوصياتها المتجلية اليوم في إنتاج الفنانين المغاربة المعاصرين، وكذا في الخبرة المعترف بها للمغرب في حقلي التجارة والثقافة. وينتظم هذا المعرض في سبعة محاور يبدأ أولها بالقرن 16 في حين ينتهي بمحور يمتد من 1956 إلى 2010. وتبرز هذه المحاور أهمية المخيال سواء بالنسبة للأوربيين الذين كانوا على اتصال مع المغرب أو بالنسبة لأذهان المغاربة تجاه أوربا. وحسب وثيقة للمنظمين، فإن مندوب المعرض سيلفي لوسبرك وبول دحان يرومان ، من خلال الربط مع الماضي ، تفكيك الصور النمطية المتداولة في الوقت الحاضر، وذلك من أجل تشجيع الاحترام المتبادل والحوار بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط. ويتضمن المعرض مخطوطات قديمة ومرويات سفر مذيلة بصور، وخرائط جغرافية، ونسخ لوثائق قديمة، ووثائق بريدية أصيلة، ووثائق دبلوماسية صادرة عن جميع البلدان المعنية، ومنحوتات قديمة، ونشرات ومطبوعات، ولوحات ورسوم، وصور فوتوغرافية أصلية، إضافة إلى منتوجات فنية وصناعية تقليدية، وملابس ومعروضات أخرى. وبمناسبة تقديم المعرض بالرباط، تم نشر النسخة العربية لدليل هذه التظاهرة والذي أشرف عليه مندوبا المعرض. ويتضمن الدليل مساهمات عملية لميشال أبيتبول، وباولو دي ماس، ومحمد الناجي، وسيلفي لوسبرك، وهرمان أوبديجن، ودانييل ريفي، وحميد تريكي. وسيرافق تقديم المعرض بالرباط مجموعة من الأنشطة من بينها نقاش حول "رهانات التعددية الثقافية" بشراكة مع جمعية 'مغاربة متعددون' (يوم 26 نونبر)، وسهرة موسيقية عربية أندلسية بشراكة مع 'جمعية هواة الموسيقى الأندلسية' (يوم فاتح دجنبر)، ولقاء دراسي حول العلاقات المغربية-الأوربية: التاريخ والمستقبل" (يوم 22 دجنبر). يشار إلى أن المعرض المتجول "المغرب وأوربا، ستة قرون في نظرة الآخر"، الذي يستمر حتى 31 دجنبر المقبل بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية، ينظمه كل من مجلس الجالية المغربية في الخارج، والمركز الثقافي اليهودي-المغربي، اللذين يقدمانه بالرباط إلى جانب كل من المكتبة الوطنية للمملكة المغربية والوزارة المنتدبة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج. وكان المعرض قد نظم ببروكسيل (14 أكتوبر- 14 نونبر 2010) ، قبل تنظيمه بالرباط، وبعدها سيواصل جولته عبر عدد من المدن العالمية كأنفرس ببلجيكا (27 يناير-20 فبراير 2011)، واشبيلية (8-31 مارس 2011)، وأمستردام ولندن وباريس ونيويورك في 2011.