تأهل اتحاد الفتح الرياضي لأول مرة في تاريخه للمباراة النهائية لمسابقة كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، رغم خسارته بهدف دون مقابل أمام ضيفه الاتحاد الليبي، في مباراة إياب نصف النهاية ، التي أقيمت بينهما مساء اليوم الجمعة بملعب المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط . وسجل هدف الاتحاد الليبي أحمد الزوي في الدقيقة 33 من المباراة التي أدارها طاقم تحكيم جزائري بقيادة جمال حيمودي. وهي الهزيمة الأولى للفريق المغربي من أصل ثماني مباريات خاضها بميدانه وأمام جمهوره منذ انطلاق التصفيات . وكان الفتح الرباطي قد فاز ذهابا في طرابلس على الاتحاد الليبي 2-1 . ويواجه الفتح الرباطي في المباراة النهائية الفائز في مباراة نصف النهاية الثانية التي ستجمع إيابا بعد غد الأحد في أم درمان بين الهلال السوداني والنادي الصفاقسي التونسي،علما بأن الأخير كان قد تفوق ذهابا في صفاقس 1-0. وستقام مباراة النهاية ذهايا في الفترة مابين 26 و 28 من الشهر الجاري وإيابا في الفترة مابين 3 و 5 دجنبر . وكما هو الشأن بالنسبة لكافة الديربيات المغاربية ، التي غالبا ما تتسم بالندية والحدة والتنافس القوي، انطلقت المباراة بإيقاع سريع ودخل الفريقان مباشرة في صميم الموضوع دون فترة جس نبض،معتمدين أسلوب لعب طبعته التمريرات المركزة والمرتدات الهجومية السريعة والخاطفة في مباراة مفتوحة بامتياز . وكما توقع أدهم السلحدار، مساعد مدرب فريق الاتحاد الليبي، فإن مباراة اليوم "كانت صعبة للغاية ونتيجتها مفتوحة على جميع الاحتمالات خاصة وأن جميع مكونات الفريق الليبي كانت مجمعة على الظهور بمستوى يليق بتاريخ النادي ومحو الصورة الباهتة التي ظهر بها في لقاء الذهاب بطرابلس " وهو ما تحقق بالفعل . وتميزت النصف ساعة الأولى بسيطرة ميدانية للفريق المغربي الذي ضغط بقوة على معسكر الفريق الزائر لاسيما بواسطة رشيد روكي وهشام الفاتحي وأيوب الخالقي ومحمد أمين البقالي الذين أهدروا العديد من الفرص السانحة للتسجيل التي كانت تغيب عنها اللمسة الأخيرة . وضد مجرى اللعب قام فريق الاتحاد الليبي بعملية هجومية منسقة توجها أحمد الزوي بهدف السبق في الدقيقة 33 حيث تسلم كرة في العمق سددها بضربة رأسية قوية ومركزة ارتطمت بالقائم الأيسر للحارس عصام بادة قبل أن تواصل طريقها نحو الشباك. وإثر توقيع هذا الهدف نزل الفتح الرباطي بكل ثقله وكثف هجوماته على مرمى الاتحاد الليبي الذي كان يجهض كل المحاولات الفتحية بفضل تماسك خط دفاعه وتألق حارسه سمير عبود الذي كان له الفضل بنسبة كبيرة في تحقيق هذه النتيجة والذي كان قد غاب عن مباراة الذهاب. ومع انطلاقة الجولة الثانية سعى الفريق المغربي إلى تدارك الموقف وبسط سيطرته الميدانية وكان الأكثر احتكارا للكرة وخلق العديد من الفرص ومنها التسديدة القوية لهشام الفاتحي التي ارتطمت بقدم الحارس عبود لتتحول إلى ركنية ( د 46 ) وقذيفة محمد أمين البقالي الذي كان أحسن عنصر في فريق الفتح ( د 62 ). وفي الربع ساعة الأخير استغل الفريق الليبي تراخي خط وسط ميدان الفتح فكان يبادر من حين إلى آخر بالقيام بهجومات كانت تكتسي في غالبيتها طابع الخطورة وخلقت الكثير من المتاعب لخط الدفاع والحارس الفتحي عصام بادة ومن ضمنها محاولة كوليبالي (86). ومما زاد من معاناة الفريق المغربي كونه أكمل المباراة منذ الدقيقة 71 بعشرة لاعبين بعد طرد الحكم الجزائري للاعب جمال التريكي . ويذكر أن فريق الفتح كان قد اضطر إلى إكمال لقاء الذهاب بعشرة لاعبين أيضا بعد إشهار الحكم السنيغالي دياتا بادارا للورقة الحمراء في وجه المهاجم الحسن يوسوفو ( النيجر) في الدقيقة 39. بيد أن العناصر الفتحية تمكنت من تدبير الدقائق الأخيرة من هذا اللقاء التي كانت بحق عصيبة ونجحت في انتزاع تأهل مستحق لكن من رحم المعاناة مكرسة بذلك مشوارها المتميز في مسابقة كأس الكونفدرالية الإفريقية التي غابت عن خزائن الأندية الوطنية منذ سنة 2005 بعد أن ظفر بها فريق الجيش الملكي وقبله الكوكب المراكشي ( 1996) والرجاء البيضاوي ( 2003 ) .