يحتضن المتحف اليهودي في لندن من 11 نونبر الجاري إلى سادس مارس المقبل معرضا يقدم مجموعة غنية من الصور الفوتوغرافية التقطتها عدسة إلياس هاروس، وهو يهودي مغربي، خلال أربعينيات وستينيات القرن الماضي، تبرز المعيش اليومي ليهود الأطلس وجنوب المغرب، وصورا أخرى التقطها في عقود لاحقة صحفية هولندية. ويكشف معرض "المغرب: صور إلياس هاروس وبولين بريور" التعايش الاجتماعي والثقافي الذي يعود لنحو 2000 سنة بين الجاليتين اليهودية والمسلمة بالمغرب. وينظم هذا الحدث بتعاون مع الجمعية المغربية البريطانية التي تترأسها الشريفة للا جمالة العلوي، سفيرة المغرب بالمملكة المتحدة، التي ستفتتح هذا المعرض. وترصد الصور المعروضة، العفوية والمعيش اليومي للطائفة اليهودية بالمغرب، وطقوسها، ومهنها وحرفها وتقاليدها، كما تعبر، وبقوة ملحوظة، عن قوة وعمق العلاقات بين مجتمعين من ديانتين مختلفتين يعيشان جنبا إلى جنب فوق التراب نفسه، في وئام تام واحترام كامل للآخر. واعتبرت مديرة المتحف اليهودي السيدة ريكي بورمان أن هذه الصور تكتسي أهمية خاصة على اعتبار أن الطائفة اليهودية، منذ ذلك الحين، اختفت تقريبا من جبال الأطلس ومن جنوب المغرب للاستقرار في المدن الكبرى للمملكة أو الهجرة إلى الخارج. كما يشتمل المعرض على صور التقطتها عدسة كاميرا بولين بريور، التي زارت، وبطلب من المتحف اليهودي بأمستردام، الأماكن نفسها التي مر منها هاروس من أجل إعادة نقل ما تبقى من التراث اليهودي في المغرب. ويعرض المتحف اليهودي، كذلك، أزياء تقليدية لبسها أو حاكها اليهود المغاربة، إضافة إلى مجموعة من الحلي والمجوهرات. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، نوه السيد سيدني أسور، عضو بارز في الجالية اليهودية المغربية المقيمة ببريطانيا، بهذه "الفرصة التي تتيح التعريف باليهودية المغربية، وتبرز تقارب الأديان بالمغرب". وقال السيد أسور إن "هدفنا هو إطلاع الجمهور على التقارب والتفاهم اللذين سادا دائما العلاقات بين اليهود والمسلمين في المغرب"، معربا عن أمله في أن يزور أطفال المدارس المغربية المسلمون المعرض لاكتشاف التعايش الذي ساد دائما بين اليهود والمسلمين. وأعرب السيد أسور، من جهة أخرى، عن شكره للجمعية المغربية البريطانية على مساهمتها القيمة في تنظيم هذا الحدث. يشار إلى برنامج هذا المعرض يشتمل أيضا على عدد من الندوات والعروض التي ستمكن الجمهور من اكتشاف تقاليد وفن الطبخ عند اليهود المغاربة.