تم مساء أمس الأربعاء بوجدة إعطاء انطلاقة فعاليات الدورة الرابعة لمهرجان الفنون الشعبية بالجهة الشرقية، وذلك بساحة زيري ابن عطية، بحضور العديد من عشاق الفنون الشعبية. وتخللت السهرة الافتتاحية للمهرجان التي تميزت بحضور والي الجهة الشرقية، عامل عمالة وجدة أنكاد السيد عبد الفتاح الهمام، عروض أحيتها فرق رمضان حامدي، ومحمد منصوري، ومسعود تاج ومسعود بولحجول. وقد تمكنت هذه المجموعات من إتحاف الجمهور بإيقاعاتها ورقصاتها، لتفتح بذلك الشهية للجمهور لمتابعة أطوار باقي السهرات المبرمجة في هذا المهرجان الذي سيستمر إلى غاية 31 أكتوبر الجاري. وتروم هذه التظاهرة الفنية، التي تنظمها المندوبية الجهوية للثقافة، في إطار برنامجها الفني والثقافي برسم سنة 2010، تسليط الضوء على الفنون التقليدية والموروث الشعبي للجهة الشرقية. ويعتزم منظمو هذه التظاهرة تنظيم العديد من الحفلات بولاية وجدة، وأقاليم بركان وجرادة وتاوريرت، بمشاركة ثلاثين جمعية وفرقة فلكلورية تنتمي إلى الجهة، ستتنافس في ما بينها لإتحاف الجمهور وإبراز شمولية الفن العتيق. وأوضح المنظمون، خلال افتتاح هذه الدورة من المهرجان، أن هذا اللقاء يندرج في إطار الأنشطة الرامية إلى ترويج وتعزيز الموروث الشعبي والتحسيس بأهمية الحفاظ على الذاكرة والهوية الثقافية. وأشاروا، أيضا، إلى أن هذه التظاهرة الثقافية تشكل مناسبة للإشادة بالمجهودات التي بذلها هؤلاء الأشخاص والفرق الموسيقية من أجل الحفاظ على هذا الموروث وتمكين الأجيال الجديدة من تقدير وتعميق معرفتهم بموروثهم بشكل عام، وبهذا النوع الموسيقي، الذي لا مثيل له، بشكل خاص، كونه يظل معينا لا ينضب من الإلهام بالنسبة للفنانين والمجموعات العصرية. وعلى غرار باقي جهات المملكة، تتميز الجهة الشرقية بغنى وتنوع فنونها الشعبية وتشتهر بموسيقاها الخاصة ورقصاتها الفريدة من نوعها، إضافة إلى الآلات الموسيقية المرافقة. وتعد رقصة لعلاوي الرقصة الأكثر شعبية بالجهة، نظرا لغناها بالطبول والإيقاعات والتعابير. وتكون على شكل رقصة يؤديها العديد من الراقصين يقودهم الرايس، يقوفون خلالها متلاحمين الكتف الى كتف، في انضباط تام لإيقاع الموسيقى مع حركة أجسادهم. ويعبر ذلك عن العروة الوثقى التي كانت تجمع المحاربين بعضهم ببعض في مواجهة العدو. إضافة إلى هذه الرقصة هناك (العرفا)، موسيقى ذات إيقاعات عالية تتم بواسطة أدجون (البندير) الغيطة الكلال، تامجا (الكصبة) أو الزمار. وتتم الرقصة من خلال تحريك الكتفين واستعمال عصا البندقية وضرب الأرض بالأقدام، للتعبير عن الارتباط والتعلق بالأرض.