يلتئم عدد من خبراء الاقتصاد المنتمين للدول الإفريقية الفرونكوفونية الواقعة غرب القارة، يومي الأربعاء والخميس 23 و24 دجنبر الجاري، بالدار البيضاء لبحث سبل إقامة شراكة استراتيجية فعالة وأكثر دينامية . وقد دعا وزير التجارة الخارجية السيد عبد اللطيف معزوز، بمناسبة انطلاق أشغال الاجتماع الأول لشبكة هيئات إنعاش التجارة بالدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي لإفريقيا الفرونكفونية، الذي يحتضنه المركز الإسلامي لتنمية التجارة، الدول الإسلامية إلى تمتين الصفوف وإقامة شراكة استراتيجية لرفع تحديات الانفتاح والاستجابة لمتطلبات تحسين تنافسية الاقتصاد.
وأوضح وزير التجارة الخارجية في كلمة ألقاها نيابة عنه مدير العلاقات التجارية الدولية السيد خالد سياح، أن المقاولات المصدرة مدعوة من جانبها، أكثر من أي وقت مضى، إلى المزيد من الانخراط في عملية إنعاش الصادرات ورفع رهانات إعادة التأهيل والتجديد والجودة واستباق طلب الأسواق.
وحدد ثلاثة محاور رئيسية لتلك الشراكة الاستراتيجية، وهي تقوم على تسريع مسلسل الانفتاح لتسهيل ولوج الأسواق وتنويع المنافذ وتنويع وتكييف الطلب مع متطلبات العرض ثم منح دينامية لإنعاش التجارة عبر تعبئة ناجعة للموارد البشرية والمالية.
ومن جهته أوضح المدير العام للمركز الإسلامي لتنمية التجارة السيد علال الراشدي أن هذا الاجتماع الأول لشبكة هيئات إنعاش التجارة بالدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي لإفريقيا الفرونكفونية ينعقد في ظرف هام بالنسبة للعمل الإسلامي المشترك، خاصة بعد انعقاد المؤتمر الاقتصادي لمنظمة المؤتمر الإسلامي.
وأشار إلى أن اجتماع خبراء الاقتصاد بإفريقيا الغربية ينعقد أيضا في ظرفية دولية تشهد أزمة مالية عالمية انعكست سلبا على اقتصاديات بلدان هذه الجهة بالقارة السمراء وعلى التجارة البينية للدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي.
وأكد أن المركز الإسلامي لتنمية التجارة أرسى منذ ربع قرن قواعد تعاون مثالي مع البلدان الأعضاء في شبكة هيئات إنعاش التجارة المنخرطة في منظمة المؤتمر الإسلامي، وذلك في مجالات الإعلام التجاري وتنظيم المعارض المتخصصة وملتقيات وورشات للتكوين لفائدة رجال الأعمال.
وأوضح أن هذا الاجتماع يروم تحقيق هدفين، الأول يتعلق بالاطلاع على مراحل تنفيذ اتفاقية دكار المصادق عليها في شهر نونبر من سنة 2007 بالسنغال، والثاني بإعادة النظر في منهجية التعاون ما بين المركز الإسلامي لتنمية التجارة ومجموعة البنك الإسلامي للتنمية وشبكة هيئات إنعاش التجارة وذلك بغرض متابعة توصيات المؤتمر الاستثنائي الثالث لمنظمة المؤتمر الإسلامي المنعقد بمكة المكرمة في دجنبر 2005.
وتطرق رئيس الشركة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة السيد وليد الوهيب في كلمة ألقيت بالنيابة عنه الى أهمية انعقاد هذا الاجتماع في ظرف اقتصادي عالمي تخيم عليه أزمة مالية حادة، حيث الحاجة ملحة لتعزيز التعاون التجاري بين الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي، ليس فقط من أجل تنمية اقتصادياتها، بل أيضا للمساهمة في ازدهار دائم للاقتصاد الجهوي والعالمي.
وأبرز أن التجارة الخارجية للدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي، والتي سجلت سنة 2008 ما قيمته 38ر3 تريليون (6ر10 في المائة من حجم التجارة العالمية)، تلعب دورا هاما كمحرك في تنمية اقتصاديات الدول الأعضاء.
وأشار إلى أن إنعاش الصادرات يكتسي أهمية قصوى في مسلسل التنمية الاقتصادية المدعمة، مسلسل يروم ضبط وتوازن المد الهام للواردات وتسهيل عملية الاندماج في أسواق الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي داخل حظيرة الاقتصاد العالمي. ومن المقرر أن تسفر نقاشات وآراء الخبراء بالدول الإفريقية الفرنكوفونية بغرب القارة عن تقرير نهائي يضمن مقترحاتهم وتوصياتهم للنهوض بالتجارة فيما بين بلدانهم ومواجهة الأزمة المالية العالمية المحدقة باقتصاديات هذه الأخيرة.