(مبعوث الوكالة : عبد الله البشواري) توج فيلم "حياة قصيرة" (16 دقيقة) للمخرج المغربي عادل الفاضلي، مساء اليوم السبت بطنجة، بالجائزة الكبرى للدورة الثامنة لمهرجان الفيلم القصير المتوسطي الذي نظمه المركز السينمائي المغربي تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس (4 -9 أكتوبر الجاري). ويحكي فيلم "حياة قصيرة" قصة الطفل "زهر" الذي ولد في ظروف صعبة شكلت بالنسبة له نقمة ومحنة، إذ توفيت أمه أثناء ولادته لتكون وفاتها مصدر العديد من الأزمات التي ستلحقه طوال حياته. وفاز الفيلم اليوناني "جرد" (15 دقيقة) للمخرج فانجليس كالمباكاس بجائزة لجنة التحكيم، بينما ذهبت جائزة السيناريو للفيلم التونسي "تنديد" (15 دقيقة) للمخرج وليد مطر. ونظرا لجودة الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية لهذه الدورة، قررت لجنة التحكيم، التي ترأسها الشاعر والكاتب عبد اللطيف اللعبي، منح "ثلاث ميزات خاصة" أولاها للفيلم السلوفيني "إي بيكس" (15 دقيقة) للمخرج بيتار بوزيتش، وثانيها للفيلم التركي "أصوات" (20 دقيقة) للمخرج فيليز إيسيك بولوت، والثالثة للفيلم الجزائري "لن نموت"( 20 دقيقة) للمخرجة أمال كاتب. وقررت اللجنة أيضا، كما قال رئيسها عبد اللطيف اللعبي خلال حفل اختتام هذه التظاهرة التي حضرها عدد كبير من المهتمين، ونظرا للمستوى المتميز للأفلام اليونانية المشاركة في المسابقة، توجيه تنويه خاص لها، وهي بالإضافة إلى فيلم "جرد"، أفلام "ميسيسينا" للمخرجة صوفيا إكسارشو (30 دقيقة) و"سبعة أحرف" لنيكوس تزير مياديانوس (23 دقيقة) و "مازالت القطط تسقط فوق رأسي" (20 دقيقة) لديميترا نيكولو بولو و"يمين يسار" (14 دقيقة) لأرجيسيجي رومانيديس و ستافروس رابتيس. وأكد عبد اللطيف اللعبي أن مهمة لجنة التحكيم كانت صعبة للغاية على اعتبار أن الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية رصدت التنوع والتجارب والثقافات والرؤى وأحاطت بواقع المجتمعات بصفة عامة. وأشار إلى أن مداولات اللجنة عرفت نقاشا فكريا مثمرا، مؤكدا أنها حرصت على تكريم الموهبة التي تقدم إضافة فنية وتجربة جمالية. من جهة أخرى، أكدت عضوة لجنة التحكيم سلمى بكار، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، على صعوبة مهمة اختيار أفضل الأفلام من بين 53 فيلما التي تنافست على جوائز هذه الدورة، وذلك نظرا لمستواها الرفيع. وقالت بكار إن من بين المعايير التي تم اعتمادها "الأصالة وطريقة معالجة المواضيع وطرق استخدام التقنيات"، مؤكدة أن مهرجان الفيلم القصير المتوسطي "مكسب كبير للمغرب". أما الإعلامي والناقد اللبناني هوفيك حبيشيان، فأكد، في تصريح مماثل، على أهمية البحث الجمالي في الحكم على الأعمال، مشيرا إلى تدخل اعتبارات أخرى إضافة إلى المعايير التي وضعتها اللجنة لنفسها من أجل اختيار الأفلام المناسبة للفوز بجوائز هذه الدورة. وبخصوص الأخذ بعين الاعتبار ردود فعل الجمهور أثناء العروض، قال إن "العملية لوجيستيا غير ممكنة على اعتبار أن رأي الجمهور قد يكون فخا للجنة". وتضم لجنة التحكيم في عضويتها، بالإضافة إلى رئيسها عبد اللطيف اللعبي، وسلمى بكار وهوفيك حبشيان، كلا من المخرجة المغربية فريدة بليزيد، والممثلة المغربية ثريا العلوي، والمنتج والمخرج الجزائري محمد مبتول. وبخصوص المشاركة المغربية، شاركت في المسابقة بالإضافة إلى "حياة قصيرة" أربعة أفلام وهي "ندوب" للمخرج مهدي السالمي، و"الروح التائهة" لجيهان البحار، و"أبيض وأسود " لمنير عبار، ثم "المنحوتة" ليونس الركاب. وعلاوة على عروض المسابقة الرسمية، اقترح مهرجان الفيلم القصير المتوسطي خانات أخرى لا تقل أهمية، ومنحت للتظاهرة قيمة مضافة، منها "بانوراما الفيلم المغربي القصير" و"السينما المتنقلة". كما عرضت في إطار المهرجان، أفلام مدارس السينما التي كانت مناسبة لطلبة مدارس التكوين بكل من الرباط ومراكش وورزازات لتقديم إبداعاتهم السينمائية الدولية. وقد تميزت هذه الدورة بمشاركة 53 فيلما في المسابقة الرسمية تمثل 19 بلدا من مختلف مناطق العالم، كما تميزت بعرض وثائقي قصير (15 دقيقة) خلال حفل الافتتاح تحت عنوان "طنجة مدينة دولية" من إنتاج الاتحاد السينمائي الدولي وإخراج أندري زوفودا (فرنسا سنة 1946). ويحكي الفيلم عن مدينة البوغاز الدولية في تلك الفترة كملتقى للثقافات والحضارات، وسوق اقتصادية بامتياز، وفضاء تتعايش فيه الأجناس والأديان.