أكد مشاركون في الورشة الجهوية حول حملات التوعية في ميدان الماء أن التحسيس بالاقتصاد ومكافحة تلوث الموارد المائية يكتسي أهمية بالغة بالنسبة للبلدان العربية. وأشار المشاركون في هذا الصدد، إلى أنه أمام رهانات ندرة الموارد المائية وتأثيرات التغيرات المناخية بخصوص هذا المورد الاستراتيجي، فإن للتواصل وتحسيس الرأي العام وأصحاب القرار دور رئيسي في التخفيف من التغيرات المناخية. وفي معرض تدخله في الجلسة الافتتاحية لهذه الورشة، أشار المدير العام للمعهد الوطني للماء والتطهير التابع للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب السيد سمير بنسعيد، الى أن هذه الورشة تروم بالأساس بحث مختلف السياسات والاستراتيجيات التحسيسية التي تم إعتمادها من قبل البلدان العربية لتدبير الموارد المائية بالمنطقة. وأضاف أن المكتب الوطني للماء الصالح للشرب انخرط بقوة في مجال التحسيس والتواصل عبر جهاز مكلف بالتحسيس ينظم حملات تستهدف الجمهور العريض من خلال التلفزة وحملات القرب على مستوى الجماعات والمدارس ومخيمات الاصطياف في أفق تحسيس المواطن باستخدام أفضل للموارد المائية. من جهته، سجل مدير التكوين بالمكتب الوطني للماء الصالح للشرب السيد ماردي عبد الرفيع ، أن "قطاع الماء بالمنطقة العربية يعاني من العديد من المشاكل، من بينها على الخصوص، ندرة الموارد المائية وضعف السياسات البيئية والمائية والنقص في القدرات الإدارية والفنية". وأوضح أنه "بالإضافة إلى التحكم في الطلب واستهلاك الموارد المائية، فإن هذه الوضعية تدعونا جميعا إلى الاقتصاد والمحافظة على هذا المورد". ومن جهته أكد المسؤول عن مشروع البيئة والطاقة والماء بمؤسسة (إين وينت ) الألمانية السيد إسماعيل الباز ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للانباء أن هذه الورشة تروم النهوض بتدبير جيد للموارد المائية بالبلدان العربية عبر تحسيس المستهلكين وأصحاب القرار المكلفين بصياغة استراتيجيات وسياسات في المجال. وأضاف السيد الباز أن الورشة تشكل أيضا مناسبة لابراز أهمية الحكامة الجيدة في مجال الموارد المائية عبر وضع إجراءات استباقية من شأنها الحد من هدرها وتلوثها. أما السيدة سيلفيا مورنروتم ، مستشارة في مجال التعاون بسفارة ألمانيا بالمغرب ، فقد أكدت أن التعاون المتميز بين المغرب وألمانيا والذي يعود إلى ستينيات القرن الماضي يشمل العديد من المجالات، خاصة قطاع الماء والتطهير. وذكرت أنه في إطار هذا التعاون، قامت ألمانيا بتمويل استثمارات في مجال الماء الشروب بغلاف إجمالي قدره 400 مليون أورو لفائدة ساكنة تصل إلى 8 ملايين شخص بالمناطق القروية. ويشارك في هذه الندوة، التي تنظمتها مؤسسة (إين وينت ) والمعهد الدولي للماء والتطهير، علاوة على خبراء مغاربة في مجال التحسيس والتغيرات المناخية ، ممثلون عن تسعة بلدان بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (مينا) وهي الأردن ولبنان ومصر والجزائر وتونس ومصر وفلسطين واليمن وموريتانيا. كما تشكل الندوة مناسبة لتبادل التجارب الناجحة وتقاسم المعرفة في مجال تدبير الموارد المائية والتغيرات المناخية بين مختلف البلدان المشاركة.