3 في اللقاء الختامي للدورة الثالثة، التي استضافتها مدينة مصراتة الليبية، ما بين 20 و26 شتنبر الجاري. سجل الأهداف الأربعة لمنتخب ليبيا اللاعبون محمد سليمان (د 2) حمدي الشوين (د 19) وعبد الحكيم الشركسية (د 26) وربيع الحوتي (د 36) فيما وقع ثلاثية المنتخب المغربي اللاعبان يحيى بايا (د 6 و26) وهشام القيوري (د 28). وأنهى المنتخب الليبي منافسات الدورة الثالثة في صدارة الترتيب بمجموع 12 نقطة من أربعة انتصارات متبوعا في المركز الثاني بالمنتخب المغربي (9 نقاط من ثلاثة انتصارات وهزيمة) ثم التونسي (6 نقاط من فوزين وهزيمتين) فالفلسطيني (ثلات نقاط من فوز وثلاث هزائم) والجزائري بدون رصيد بعد خسارته لجميع مبارياته. وهي المرة الثانية، التي يحل فيها المنتخب المغربي في مركز الوصيف بعد الدورة الأولى، التي أقيمت أيضا في ليبيا سنة 2005، فيما غاب عن الدورة الثانية التي نظمت بتونس (2009). وكان منتخب ليبيا، الذي يحظى باهتمام كبير من مسؤولي لجنة الخماسيات بالجامعة الليبية لكرة القدم ويشرف على إدارته وتأطيره طاقم إسباني يقوده المدرب بابلو بريتو، قد تفوق في لقاءاته الأخرى على منتخبات فلسطين (ضيف شرف الدورة) 12-0 وتونس 6 -1 والجزائر 12 -1 فيما تغلب المنتخب المغربي على منتخبات فلسطين 7 -0 والجزائر 7 -1 وتونس 4 -0. وجاءت أطوار هذا اللقاء متكافئة إلى أبعد الحدود وهو ما كان يتوقعه جل الملاحظين والمتخصصين في الكرة الخماسية نظرا للمستوى العالي والجيد الذي ظهر به المنتخبان خلال هذه الدورة. واتضح منذ البداية أن هذه المباراة، التي تابعها جمهور كبير غصت به جنبات القاعة الرياضية وأدارها الحكمان التونسي شمس الدين اللمطي (حكم رئيسي) والكاميروني أنجولو (مساعد ثان)، تعد بالكثير وأن الحسم في هوية الفريق البطل سيتأجل إلى غاية الثواني الأخيرة منها. وبادر لاعبو المنتخب الليبي إلى الهجوم في محاولة لبلوغ مرمى المنتخب المغربي مبكرا وبعثرت تركيز لاعبيه وهو الهدف الذي بلغوه في الدقيقة الثانية بواسطة اللاعب محمد سلمان الذي استغل ارتباك الدفاع المغربي وافتتح حصة التهديف. ومباشرة بعد هذا الهدف عملت العناصر الوطنية، التي كانت مدعومة من بعض أفراد الجالية المغربية المقيمة بليبيا،على تنظيم صفوفها وخرجت بحثا عن هدف التعادل الذي لم يتأخر كثيرا إذ نجح العميد يحيى بايا في إدراك التعادل في الدقيقة السادسة وهو الهدف الذي أربك حسابات اللاعبين الليبيين ومعهم مدربهم الإسباني بابلو بريتو. وباتت المباراة بعد ذلك سجالا بين الفريقين حيث حاصر اللاعبون المغاربة نظرائهم الليبيون في نصف ملعبهم وسدوا عليهم جميع المنافذ مع نهج المرتدات السريعة التي كثيرا ما أزعجت محمد الشريف حارس مرمى المنتخب الأخضر الشيء الذي حتم على المدرب بريتو طلب وقت مستقطع. وفي الوقت الذي كان الجميع ينتظر انتهاء الشوط الأول بالتعادل (1-1) نجح اللاعب الليبي حمدي الشوين في مباغثة الدفاع المغربي ومعه الحارس البارع ربيع الزعري ووقع الهدف الثاني في الدقيقة 19. ودخل الخماسي المغربي الشوط الثاني عازما على تعديل النتيجة حيث مارس ضغطا مكثفا على نظيره الليبي وهو ما أثمر هدف التعادل في الدقيقة 26 بواسطة العميد يحيى بايا إثر عملية هجومية سريعة ومتقنة. وإذا كان هذا الهدف قد عزز ثقة اللاعبين المغاربة في أنفسهم وفي إمكاناتهم فإنه على النقيض من ذلك بعثر أوراق الطاقم التقني الإسباني للمنتخب الليبي وهو ما استغله هشام القيوري الذي وقع الهدف الثالث (د 28) مانحا التقدم للمجموعة المغربية وليعم القاعة صمت رهيب اللهم من هتافات أبناء الجالية المغربية. لكن فرحة أشبال المدرب المقتدر هشام الدكيك لم تكتمل إذ سرعان ما نجح اللاعب عبد الحليم الشراكسية من إدراك التعادل (د 29) ليعود التكافؤ من جديد إلى المباراة قبل أن يفك اللاعب ربيع الحوتي حيرة الجمهور الليبي بتوقيعه الهدف الرابع في الدقيقة 36. ونزلت العناصر الوطنية بكل ثقلها بحثا عن تعديل الكفة حيث سيطرت في الدقائق الأربعة الأخيرة على مجريات اللعب بحثا عن هدف التعادل الذي كان قريب التحقق لولا براعة الحارس الشريف، الذي خاض بالنمناسبة مباراته الدولية الثامنة بعد المائة، لتنتهي المباراة بفوز صعب. وتركت النخبة المغربية، التي تتشكل من عناصر شابة وواعدة تمارس في بطولة وطنية حديثة العهد وتحت إشراف مدرب وطني كفء، وبشهادة الجميع انطباعا جيدا خلال هذه التظاهرة على اعتبار الأداء الجيد والنتائج الموفقة، التي حققتها. ولم تخيب المجموعة الوطنية الظن وكانت في الموعد وقدمت عرضا قويا ومشوقا أمام فريق يعتبر حامل لقب الدورتين الأولى والثانية ورائدا في كرة القدم الخماسية في إفريقيا والعالم العربي. وفي نهاية هذا اللقاء، تم تسليم كأس الدورة لعميد المنتخب الليبي وتسليم جوائز نقدية للميداليات للمنتخبات المحتلة للمراكز الثلاثة الأولى وهي ليبيا (5000 دولار) والمغرب (3000 دولار) وتونس (1500 دولار). واختير حارس منتخب ليبيا محمد الشريف أفضل حارس في الدورة وزميليه حمدي الشوين (أفضل لاعب) وربيع الحوتي (أفضل هداف بستة أهداف) بفارق هدف واحد أمام المغربيين يحيى بايا وأنور الشرايح. وأكد هشام الدكيك في تصريح لوكالة المغرب العربي في أعقاب هذه المباراة على "أن المجموعة، التي شاركت في هذه الدورة، تستحق كل الثناء والتقدير على المجهود الجبار الذي قامت به على الرغم من قصر فترة الإعداد التي لم تدم أكثر من عشرة أيام وعلى الروح العالية التي تميزت بها بغية تشريف الكرة المغربية. وأوضح أن هذا الإنجاز يعتبر لبنة يجب تعزيزها ودعمها ومدها بكل الوسائل حتى تقول كلمتها في الاستحقاقات القارية القادة وفي مقدمتها كأس الأمم الإفريقية المقررة شهر دجنبر القادم بواغادوغو ، مبرزا أنه كان بإمكان العودة بكأس الدورة لولا قرارات الحكم القاسية". أما يحيى بايا، عميد المنتخب ومسجل هدفين، فأشاد بالدور الذي قامت به المجموعة بكل مكوناتها التقنية والإدارية والطبية مشيرا إلى أنه المستقبل يبقى واعدا ضرورة توفير شروط النجاح. ومن جانبه، نوه نبيل عمران، مساعد مدرب منتخب ليبيا، بالمستوى الذي ظهر به المنتخب المغربي وخاصة في مباراة اليوم والتي خلق لنا خلالها متاعب كثيرة مشيدا في الوقت ذاته بالعمل الذي يقوم به المدرب الوطني الدكيك.