شكلت الدورة السادسة للمعرض الدولي للزيتون "أوليا 2010" بمراكش فرصة لتسليط الضوء على مؤهلات القطاع الفلاحي بالمغرب ومكانته ضمن النسيج الاقتصادي الوطني المغربي، ومناسبة للفاعلين والمهنيين، المغاربة والأجانب على حد سواء، العموميين منهم والخواص، لعقد شركات وتبادل الخبرات والتجارب وتوسيع دائرة المبادلات في هذا المجال. وشهدت هذه التظاهرة الدولية، المنظمة من 22 إلى 25 شتنبر الجاري، اليوم الأربعاء على هامش أشغالها، تنظيم ندوة علمية حول موضوع "جودة المحافظة على البيئة وتثمين أفضل لمنتوجات الزيتون". وأوضح المتدخلون، خلال هذا اللقاء، أن هناك اهتمام متزايد للفاعلين الاقتصاديين الخواص بالاستثمار في قطاع الزيتون لإيمانهم بالجدوى الاقتصادية لهذا القطاع بالمقارنة مع الزراعات الأخرى، مبرزين الإمكانيات الكبيرة لتحسين جودة المنتوج والرفع من قيمته التجارية. وأضافوا أن تطوير القطاع رهين بالجودة والمحافظة على البيئة بحيث لا يمكن الولوج للأسواق دون احترام للمعايير الدولية الجاري بها العمل في هذا المجال، مشيرين، في هذا السياق، إلى الطلب الداخلي المتزايد لزيت الزيتون والذي لا يتعدى استهلاك الفرد الواحد سنويا منه كيلوغرامين حاليا، حيث يبقى هذا الرقم ضئيلا بالمقارنة مع الدول المتوسطية الأخرى. وأوضحوا أن هناك إمكانات حقيقية للتصدير منحهتا اتفاقيات التبادل الحر مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدةالأمريكية، أكثر الدول استهلاكا لزيت الزيتون وزيتون المائدة، بالإضافة إلى اتساع السوق العالمية لمنتوجات الزيتون لتشمل الدول الآسيوية وشرق أوروبا، معتبرين أن المغرب يتوفر على مؤهلات طبيعية ملائمة لغراسة الزيتون، وذلك من خلال المساهمة في استثمار أفضل للأراضي الهامشية وحماية البيئة والاستعمال العقلاني للماء باللجوء إلى تقنيات الري الموضعي. وبالنسبة لتطوير سلسة الزيتون فيما يخص الاعتماد على مخطط "المغرب الأخضر" في أفق 2020، أشاروا إلى أنها تنبني على ثلاثة محاور تهم بلورة استراتيجية تنموية قوية لتطوير الإنتاج، والرفع من الجودة عن طريق تحفيز الاستثمار ووضع استراتيجية طموحة لغزو الأسواق عبر تطوير فضاءات تضمن تثمينا أفضل ودائم للمنتوج، وإعداد الإطار التنظيمي المناسب المؤمن لشروط الإنتاج والتسويق السليمين والمجديين. وفيما يتعلق بالنتائج السوسيو-إقتصادية المرتقبة في أفق 2020 يتوقع أن يتم تطوير قطاع المشاتل لإنتاج بحوالي 170 مليون من أغراس الزيتون المعتمدة من مختلف الأصناف خلال فترة 2010-2020، أي بمعدل 14 مليون شتلة سنويا مقابل سبعة ملايين شتلة حاليا إلى جانب مضاعفة مدا خيل صادرات زيت الزيتون وزيتون المائدة أربع مرات لتناهز حوالي ست مليارات درهم في أفق 2020 مقابل 5ر1 مليار درهم حاليا. يشار إلى أن المعرض الدولي للزيتون "أوليا 2010"، المنعقد تحث شعار "انطلاقة جديدة لقطاع الزيتون في اطارمخطط المغرب الأخضر"، يعتبر تنظيمه ثمرة شراكة بين اللجنة الجهوية للزيتون بجهة مراكش-تانسيفت-الحوز ووزارة الفلاحة والصيد البحري والمديرية الجهوية للفلاحة بمراكش واللجنة الدولية للزيتون. ويشكل هذا الملتقى الدولي لمهنيي القطاع، الذي يهدف الى إنعاش الاستثمار في سلسلة الزيتون وتطوير التبادل التجاري ونقل التكنولوجيا وتعميق علاقة الشراكة بين الفاعلين، فرصة لعرض المنتوجات والآليات وآخر المستجدات في المجالات التقنية والإنتاج والصناعة الفلاحية. كما يسعى الى تسليط الضوء على الإمكانات الجهوية والوطنية والدولية للزيتون.