أوصى المجلس العلمي المغربي لأوروبا، في ختام دورته العادية الثالثة، التي عقدها اليوم السبت بالرباط، بالتركيز على الأنشطة التواصلية من خلال الانفتاح على الإعلام والمنتديات ذات الاهتمام المشترك. وشدد المجلس على الاشتغال على محور الأنشطة التواصلية من خلال خلق علاقة مع الإعلام الأوروبي عموما، والأديان والجمعيات الدولية الرسمية والمدنية ذات الاهتمام المشترك والمنتديات الأوروبية والمؤسسات الثقافية والاجتماعية. كما قرر المجلس الاشتغال على محور البحث العلمي بإنجاز مجموعة من الأعمال العلمية وتنظيم ندوات وملتقيات فكرية على المستوى الأوروبي، بالإضافة إلى محور التكوين بتنظيم مجموعة من الدورات واللقاءات والورشات لفائدة الأئمة والمهتمين بالشأن الديني عموما. واتجه المجلس إلى اقتراح جملة من الأنشطة تكفل لمغاربة أوروبا ضمان تأطير ديني يتناسب وأحوالهم الدينية والاجتماعية والثقافية ضمن إطار السياق الأوروبي. ووقف المجلس خلال هذه الدورة، التي تأتي تطبيقا لمقتضيات الظهير الشريف المنظم لأعماله، على المنجزات التي تم تحقيقها وتدارس برنامجه السنوي، حيث قام الأعضاء بتثمين الجهود التي بذلت خلال السنة الفارطة لاستكمال الإجراءات القانونية والإدارية المتعلقة بالترخيص للمجلس للعمل وفق مقتضيات القوانين الأوروبية. وحرص الأعضاء على استلهام مقررات برنامج المجلس السنوي إلى حدود يونيو 2011 من روح التوجيهات الملكية السامية، الرامية إلى إيلاء رعايا جلالة الملك محمد السادس الأوفياء بالخارج عناية خاصة في شؤونهم الدينية. وتم الحرص أيضا على أن تراعي نتائج الدورة، من خلال تسطير البرنامج السنوي، خصوصية النموذج الديني المغربي المستند على مرجعية دينية ميزتها السماحة والوسطية والاعتدال في العقيدة والفقه والسلوك. وتضمن جدول أعمال هذه الدورة مناقشة ثلاثة محاور، هي التواصل، الذي يهدف إلى التعريف بالمجلس سواء لدى أفراد الجالية المغربية المقيمة بأوروبا والجاليات الإسلامية عموما، ولدى المؤسسات الأوروبية وجمعيات المجتمع المدني ومراكز البحث ووسائل الإعلام، ومحور التكوين الذي يتوخى تقديم برامج تكوينية لفائدة الفاعلين في المجال الديني والمهتمين بالشأن الديني الإسلامي، ومحور البحث العلمي الذي يرمي إلى تنظيم جملة من اللقاءات العلمية والفكرية بغية تمكين المجلس من تحديد مجالات البحث العلمي وأولوياته في سياق المهجر، وكذا بلورة خط فكري يسعف أعضاء المجلس في عملية التعريف بخصوصية النموذج الديني المغربي، مذهبا وعقيدة وسلوكا. كما تضمن جدول الأعمال مناقشة مشروعين، يتعلق الأول بأنشطة المجلس إلى نهاية سنة 2010، فيما يهم الثاني أنشطة المجلس من فاتح يناير إلى نهاية يونيو 2011، إضافة إلى المصادقة على الميزانية التقديرية لتغطية نفقات خطة العمل برسم سنة 2010-2011. وتجدر الإشارة إلى أن المجلس العلمي المغربي لأوروبا، الذي تأسس سنة 2008، يهدف، بالأساس، إلى المساهمة في الحوار المفتوح بين كافة الديانات والعقائد، مع الانفتاح على مختلف الثقافات المكونة للمجتمع الأوروبي. ويهدف أيضا إلى الإسهام في تحقيق الأمن الروحي للمسلمين وتحصين الشباب من الزيغ والانحراف، ومساعدتهم على الفهم الصحيح للإسلام ومقاصده بما يتناسب ومفهوم المواطنة. كما جعل المجلس من بين أهدافه تعميق وعي مسلمي أوروبا بقيم الإسلام المثلى القائمة على التسامح والاعتدال والتعاون على البر والتقوى ونبذ الإثم والعدوان، والعمل عل تمكين المرأة من اكتساب المعارف الدينية والاجتماعية وتحقيق اندماجها على النحو الأمثل وسط البيئات التي تعيش فيها ومشاركتها في تحقيق أهداف المجلس. ويسعى المجلس كذلك إلى المشاركة في تكوين الأئمة والمرشدات في أوروبا وتأطيرهم وتعريفهم بالخصوصيات التاريخية والاجتماعية لكل بلد، وكذا العمل على جعل المجلس العلمي المغربي لأوروبا مرجعا دينيا معتمدا.