تم أمس الخميس بدار الفنون بالرباط تقديم كتاب "كيف تكسب ابنك المراهق" لمؤلفته الدكتورة فاطمة الكتاني. ويروم الكتاب، المستوحى، حسب المؤلفة من مجال البحث العلمي والواقع سواء في البيت أو في العيادة، توعية الآباء بخصائص وصفات الأبناء في سن المراهقة، كمرحلة مصيرية من العمر، وتعريفهم بالطرق السليمة لتقديم المساعدة لهم وذلك من خلال بناء علاقة جيدة بهؤلاء مما يحقق الرضا للطرفين. وأوضحت المؤلفة في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش حفل تقديم هذا الكتاب (205 صفحة والصادر عن مطبعة الرسالة سنة 2009)، أن الدافع الأساس وراء تأليف "كيف تكسب ابنك المراهق" يتمثل في كون أن أغلب مرتادي العيادات الخاصة بالعلاج النفسي من المراهقين علاوة على المعاناة التي يتجشمها الآباء مع أبنائهم بسبب عدم وعيهم بحساسية المرحلة. وأضافت أنه يتغيى رصد مكامن الخلل في تعاطي الآباء مع وضعية أبنائهم النفسية في هذه المرحلة البالغة الحساسية، ومحاولة تقديم إجابات من خلال الطرق البديلة والسليمة في التعامل مع المراهقين بعيدا عن علاقة الصدام والتشنج، سيما وأن المراهق يرتبط ارتباطا عضويا مع منظومته الأسرية. وتعرف المؤلفة مرحلة المراهقة (بين 11 و20 سنة على وجه التقريب) بأنها أصعب مرحلة في حياة الانسان وتشكل مفترق طرق بين نمو إيجابي للمراهق وآخر سلبي، موضحة أن المراهق شديد الحساسية ومتقلب المزاج ويميل للحرية والتغيير والعناد والتحدي. وتضيف أن دور الآباء والأمهات أساسي في نمو أبنائهم، إذ يخاطرون بدفع أبنائهم إلى عوالم الانحراف بسبب الجهل حينا أوعدم الوعي أحيانا كثيرة. ويتضمن الكتاب ثمانية فصول يتناول الأول نظام الأسرة كإطار ينشأ فيه المراهق، بينما يحاول الثاني تعريف المراهق من حيث التغيرات الفيزيولوجية والنفسية التي يتميز بها في هذه المرحلة علاوة على علاقاته الاجتماعية. وتتناول الفصول الأخرى، مجموعة من الأساليب التي تساعد الآباء والأمهات على بناء علاقة سليمة وحميمية مع أبنائهم المراهقين، وكذا مساعدة الأبناء في بناء ذواتهم باستقلالية ومسؤولية. وقد صدر للمؤلفة، المتخصصة في العلاج النفسي، كتب منها "القلق الاجتماعي والعدوانية لدى الأطفال" و"الاتجاهات الوالدية في التنشئة الاجتماعية وعلاقتها بالمخاوف"، بالإضافة إلى مقالات في مجلات وجرائد محلية وعربية مختلفة.