نظمت كل من بلديتي الحسيمة ومالقا الإسبانية يوم الجمعة معرضا للفنون التشكيلية بدار الثقافة الأمير مولاي الحسن بمدينة الحسيمة تحت شعار" الفن على جانبي المضيق " في إطار الأيام الثقافية المغربية الإسبانية التي نظمت حول "تطوير الإدارة والمراكز الثقافية" في الفترة من 9 الى 16 يوليوز الجاري. وشارك في هذا المعرض التشكيلي الذي يروم تشجيع الحوار بين الحضارات وتقوية أواصر التعاون والتشارك في المجال الفني ثلة من الفنانين التشكيليين المغاربة والإسبان . ويتعلق الأمر بكل من محسن بوزنبو، وأولحاجي شعيب، ومولود أبلحج ،وسعاد شكوتي، وتوريس تابانيرا، وبيبي بونز، وبابلو بلانيز. وفي هذا الإطار أوضحت السيدة سعاد بلقايدي نيابة عن رئيسة المجلس البلدي للحسيمة في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة افتتاح المعرض أن تنظيم معرض مشترك بين الفنانين المغاربة والإسبان هو فرصة لتأكيد مدى الدور الذي تظطلع به الثقافة في تعزيز أسس التقارب بين شعوب منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط ذات المميزات الاجتماعية والثقافية المشتركة التي تربطها علاقات تاريخية عريقة. وأبرزت أن من بين أهداف تنظيم هذه الأيام الثقافية الإشعاعية بين بلديتي الحسيمة ومالقا توثيق أواصر التعاون بين المدينتين ودعم قنوات التواصل بينهما عبر تبادل الخبرات والتجارب والأفكار في المجال الثقافي، وكذا التعرف على الموروث الثقافي للجانبين،والمساهمة في التنمية المحلية. ومن جهته قال السيد خوان خوسي منظم المعرض التشكيلي وعضو بلدية مالقا في تصريح مماثل أن برنامج الأسابيع الثقافية الذي يندرج في إطار مشروع التعاون "إسبانيا الحدود الخارجية"يأتي من منحدرات الريف الوعرة ومن مياه المضيق القلقة بين الفنانين التشكيليين من كلا الجانبين للبحر الأبيض المتوسط للتعريف بثقافة وتقاليد البلدين. وأشار إلى من بين أهداف هذا البرنامج تحسين حركة التنقل وولوج المناطق التي تدخل في إطار التعاون الدولي، وتدعيم التنمية المستدامة،والمحافظة على البيئة وتثمين الإرث الثقافي والطبيعي، والدفع بالتبادل والتجارب والإندماج التربوي والثقافي بين الضفتين، وتقوية القدرات المؤسساتية المحلية والجهوية. وفي هذا السياق أوضح الفنان التشكيلي محسن بوزنبو أن المدرسة التجريدية الفنية تهتم بالأصل الطبيعي، ورؤيته من زاوية هندسية، حيث تتحول المناظر إلى مجرد مثلثات ومربعات ودوائر تحمل في طياتها شيئاً من خلاصة التجربة التشكيلية التي مر بها الفنان. وأبرز السيد بوزنبو أن الفنان التجريدي،يسعى من خلال لوحاته إلى البحث عن جوهر الأشياء والتعبير عنها في أشكال موجزة تحمل في داخلها الخبرات الفنية، التي أثارت وجدان الفنان،مشيرا إلى أن المدرسة التجريدية لا تهتم بالأشكال الساكنة فقط، ولكن أيضاً بالأشكال المتحركة. وأشار إلى أنه يستعمل في لوحاته اللون الأزرق ( البحر الأبيض المتوسط ) الخاص بمنطقة الريف ومحيطه، فضلا عن اللون الأصفر كرمز للأمازيغية، مبرزا أن هناك ألوانا أخرى كالبرتقالي والأحمر والبني التي تعبر عن مجموعة من المواضيع كالبكاء والصراخ والهجرة والزواج وبصفة عامة ما يتعلق بالأمازيغية وما هو عالمي كالصراعات والحروب والمجاعة، كما يعتمد في لوحاته بالإضافة إلى الألوان على الحركة والرموز. وللإشارة فقد بدأ الفنان التشكيلي محسن بوزنبو المزداد بمدينة الحسيمة عام 1982 مساره الفني في مرحلة التعليم الإعدادي ،حيث شارك في أزيد من 50 معرضا وطنيا ودوليا ، فرديا وجماعيا ،وقد كان في بداية مشواره الفني ينتمي إلى المدرسة الواقعية ،إلا أنه انتقل إلى المدرسة التجريدية منذ ظهور الصورة الفوتوغرافية التي أثرت بشكل مباشر على المدرسة الواقعية.