أكد مشاركون في برنامج تلفزي حول موضوع "أي تخييم لسنة 2010"، على أهمية المخيمات كمحطة أساسية في تكوين شخصية الطفل وصقل روح المبادرة لديه، مشددين على ضرورة تأهيل مراكز التخييم والاصطياف وتوفير كل شروط النجاح للتأثير بشكل إيجابي في شخصية الطفل. واعتبر المشاركون في برنامج "مباشرة معكم" الذي بثته القناة الثانية (دوزيم) مساء أمس الأربعاء، أن المخيمات الصيفية بالمغرب شهدت تطورا خلال السنوات الأخيرة، لكن هذا التطور لم يواكبه تأهيل ملائم لبنيات الاستقبال والإقامة، وكذا توفير للآليات الكفيلة بتطوير مضمون العملية التخييمية .
وسجلوا أنه لا يمكن الحديث عن إبداع تربوي في غياب بنيات تحتية جيدة وملائمة، مشددين على أن تطوير المنظومة التربوية المرتبطة بالتخييم رهين بوضع ترسانة قانونية تنظم العملية التخييمية وباقي الجوانب المرتطبة بها، من أجل تلبية طموحات المستفيدين والمشرفين على هذا المجال.
وفي هذا السياق، أكد السيد يونس الجوهري مدير الشباب والطفولة والشؤون النسوية بوزارة الشباب والرياضة، أن الوضعية بالمخيمات الصيفية "جد مرضية" وأن عدد المستفيدين منها في ارتفاع مستمر، مشيرا إلى أن هذا العدد قد يصل مع متم غشت المقبل إلى 200 ألف مستفيد.
وفي إطار تطوير البنيات التحتية المرتبطة بالمخيمات، أبرز السيد الجوهري أن الوزارة قامت ، برسم السنة الجارية ببناء 500 قاعدة للخيام أي 30 ألف مقعد جديد، وتحسين عملية التدبير على مستوى توفير الحراسة والتأمين على الصعيد المركزي.
من جانبه، شدد السيد عبد المقصود الراشدي رئيس اتحاد المنظمات التربوية المغربية، على أهمية توفير شروط ملائمة وجيدة لاستقبال المستفيدين، باعتبار أن المخيم عامل أساسي في المشهد الثقافي والتربوي بالبلاد، له انعكاسات طيبة سواء على الطفل أو اليافع أو المؤطر على حد سواء.
وأكد في هذا الصدد على ضرورة توفر المخيمات على الإنارة وعلى البنيات والتجهيزات الأساسية للإقامة الجيدة إضافة إلى توفير الآليات الكفيلة بتطوير مضامين العملية التخييمية بشكل يحترم الخصوصيات ويتيح فرص الإبداع.
وأعرب عن ارتياحه للإرادة والنوايا الحسنة لمواصلة العمل التي أبانت عنها كافة مكونات الحقل التربوي من أجل تأهيل وتحديث فضاءات الطفولة والشباب لجعلها تتجاوب مع تطلعات المغرب الحداثي والديمقراطي.
كما نوه بالجهود التي تبذلها الجمعيات التربوية من أجل إنجاح العملية التخييمية.
من جهته، أكد السيد محمد القرطيطي رئيس الهيئة الوطنية للتخييم، على التطور الذي شهدته المخيمات الصيفية بالمغرب، خصوصا بعد أن انتقل عدد المستفيدين من 50 ألف إلى 150 ألف ثم 200 ألف برسم السنة الحالية.
واستعرض السيد القرطيطي في هذا السياق طبيعة الأنشطة التي تميز الفترة التخيميية والتي تتوزع بين الأنشطة التعبيرية والفنية، والمعامل التربوية والنشاط الإبداعي، والبيئة والصحة والمقاربة الحقوقية، إضافة إلى النشاط الحركي أو الرياضي.
وشدد على أهمية تزويد قطاع التخييم بمنظومة متقدمة تؤطر الممارسة التربوية، وتحيين القوانين، وطرح آليات للوقاية والسلامة، وإعادة النظر في مسلسل التكوين والمناهج، وتأمين تنشيط بمواصفات جيدة وفعالة، وتأهيل الفضاءات وجعلها أكثر ملاءمة مع حاجيات المستهدفين واختياراتهم.