أجرى وفد من المرشدات، يقوم بزيارة حاليا لبلجيكا، العديد من اللقاءات مع مسؤولين بلجيكيين وأوروبيين، لإبراز التجربة المغربية للمرأة المرشدة، وهي المبادرة الرائدة في العالم العربي والإسلامي. وخلال هذه المحادثات، استعرضت المرشدات الأربع الخطوط العريضة لإصلاح الحقل الديني بالمغرب، الذي تميز أساسا بانخراط المرأة في التأطير الديني، وأكدن أن هذه التجربة الفريدة من نوعها حظيت بتأييد المجتمع المغربي. وبهذه المناسبة، قدمت المرشدات لمحة عن دورهن داخل المساجد بصفتهن واعظات ومن خلال الأنشطة التي يقمن بها داخل المستشفيات والمؤسسات الخيرية والمراكز السجنية والمؤسسات المدرسية. كما أبرزن أهمية جلسات الاستماع التي ينظمنها داخل المساجد، والتي تمكنهن من الاضطلاع بدور الوسيطات داخل الأسر، مع توعية النساء بحقوقهن. وأوضحن أن تكوينهن مكنهن من اكتساب الوسائل الضرورية لنقل قيم الاعتدال والتسامح والاحترام لدى الشباب والنساء والرجل على حد سواء. وفي تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، أشارت المرشدات إلى أن إصلاح الحقل الديني مكنهن، على قدم المساواة مع الأئمة، من تلقي التكوين والإضطلاع بمسؤولياتهن داخل المساجد، وذلك في احترام للتقاليد المغربية. وأضافت الواعظات أن التجربة المكتسبة خلال خمس سنوات من الممارسة خولت لهن، بتعاون وثيق مع الأئمة، بلورة برامج عمل للقرب مع مختلف فئات المجتمع. واعتبرن أن النموذج المغربي أثبت فاعليته في تدبير الحقل الديني، وأضفن أنه ومنذ إطلاق برنامج تكوين الأئمة والمرشدات في 2005، فإن 250 من الواعظات نجحن في اختبار التخرج إلى جانب 750 إمام. من جانبهم، أشاد المسؤولون البلجيكيون والأوروبيون بالإصلاحات التي يشهدها المغرب في مختلف المجالات تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، خاصة المكانة التي تم إيلاؤها للمرأة في المجال الديني، منوهين بالانخراط "الصريح والصادق" للمملكة في الحوار الثقافي. كما أظهروا اهتماما كبيرا بإصلاحات الحقل الديني التي أطلقها المغرب والتي تفتح طرقا "جدية" تستفيد منها الجاليات المسلمة المقيمة بأوروبا، معربين بهذه المناسبة عن إرادتهم في تعزيز التعاون مع المملكة خاصة في المجال الديني. وخلال إقامتهن ببروكسيل (من 23 إلى 25 يونيو)، التقى وفد المرشدات بأفراد الجالية المغربية المقيمة ببلجيكا ورئيس المندوبية المكلفة بالعلاقات مع بلدان المغرب العربي بالبرلمان الأوروبي، السيد بيير أنطونيو بانزيري، وكذا بنواب أوروبيين وفدراليين بلجيكيين، فضلا عن العديد من مسؤولي مختلف الأحزاب السياسية البلجيكية.