تسعى مدينة مراكش عبر حدثين تم تنظيمهما في بباريس (ما بين 23 و29 ماي الجاري) ترسيخ مكانتها بين أكبر الحواضر العالمية على غرار باريس وميلانو أو لندن،وذلك من خلال تثمين المؤهلات السياحية التي تزخر بها لتتحول إلى مدينة للموضى والإبداع الفني بامتياز وتضحى موعدا لامحيد عنه ضمن التظاهرات الدولية الكبرى. واحتلت عملية الترويج التي اتخذت شعار "ريد" أو "الحمراء" (الإسم الأكثر قربا من تسيمتها العربية) المشهد الحضري بباريس على شكل بوابات كبرى من الطراز المغربي مصبوغة باللون الأحمر المشرق لتشد الأنظار إليها،خاصة،داخل ساحتي لاباستي والقصر الملكي التاريخيتيتن. وشكلت أقوى هذه اللحظات،أمسية "ريد باي مراكش" التي نظمها المكتب الوطني المغربي للسياحة بفرنسا والتي جمعت زهاء 300 شخص من ماهير شخصيات العاصمة الفرنسية تحت رعاية الممثلة الشهيرة أرييل دومباسل،زوجة الفيلسوف بيرنار هنري الذي اقتنى منذ زمن طويل رياضا فاخرا بمراكش. وتمت دعوة شخصيات من عوالم الفكر و الفن و الاعلام والسياسية والأعمال لإعادة استكشاف مراكش بعيون مختلفة بعيدا عن الصورة الفلكلورية التي ترسخت حول ساحة جامع الفناء الأسطورية. وحسب السيدة سليمة حضور،مديرة المكتب الوطني المغربي للسياحة بفرنسا ,فإن "ريد نايت باي مراكش" لم تتضمن لوحات إشهارية جافة،بل تشكيلة "ناعمة كفيلة بضخ دماء جديدة لإبراز الصورة الجديدةلمراكش". من جهته دعا السيد حميد عدو،المدير العام للمكتب الوطني المغربي للسياحة هذا الحضور الوازن لزيارة مدينة مراكش من أجل "تقاسم المشاعر الرقيقة واسكشاف وملامسة " ما أضحت عليه هذه المدينة التي تحتفظ بجذورها بالرغم من ما راكتمه من تطورها في ظل الحداثة. وشددت عرابة الأمسية أرييل دومباسل على تقاسم "ولعها بالمغرب،البلد المضياف بالعالم"،ذلك "المجال المنفتح على الآخر وعلى السلام" والذي " يستهوي الأرواح والقلوب". وشددت على ضرورة تقاسم محبتها لمدينة مراكش وسكانها" المبتهجة والحيوية" قبل أن تشيد ب"علم وسكينة والخبرة التي يتمتع بها صناعها التقليديون". وتخللت الأمسية أغاني (حيدوس) الثراتية وحفل للرقص الإيقاعي على نغمات الموسقى العصرية المغربية علاوة على القصص الشفاهية ( الحلقة ) التي أبدعها الحكواتي شهير محمد باريس ،الذي قدم للمدعويين لمحة عن تاريخ وعادات المدينة التي يقطن بها. وجدير بالذكر أنه بعد ميلانو وباريس،ستتواصل عملية "ريد باي مراكش" ببرلين (ما بين 6 و10 يونيو القادم) ونيويورك (شتنبر) ولندن خلال فصل الخريف المقبل.