بمناسبة اليوم الوطني للمسرح، قدمت فرقة المبادرة مساء أمس الثلاثاء بسلا الجديدة (دار الثقافة محمد حجي) عرضا لإبداعها الجديد "كواليس فرقة شهرزاد" وهي مسرحية من تأليف وإخراج الفنان عبد المجيد فنيش. وتحكي المسرحية قصة فرقة مغمورة توجد بإحدى المدن المنسية وتستعد لتقديم عرض مسرحي أمام لجنة آتية من العاصمة لمعاينة العرض ، وفي حالة استحسانها له ستوصي بتصويره لإحدى القنوات التلفزيونية وبالتالي فإن الفرقة ترى بمرورها في التلفزيون دخول مدينتها إلى التاريخ. وفي انتظار وصول أعضاء اللجنة إلى قاعة العرض تستغل فسحة الانتظار للقيام بتمرين لوضع آخر اللمسات على عملها. وبالفعل ينطلق هذا التمرين بما يعرض له من توقفات وتشنجات. ويستمر التمرين إلى أن يتم إخبار الفرقة بدخول اللجنة إلى القاعة حيث يوقف أعضاء الفرقة التمرين ليشرعوا في الإعداد للعرض . هنا يقرر الممثل الرئيسي في هذه المسرحية ألا يشارك في هذا العرض أمام اللجنة إلا إذا تمت الاستجابة الفورية لعدد من مطالبه وهي مطالب تعجيزية لا يمكن تلبيتها. وبالتالي ينسحب هذا الممثل ويصبح تقديم العرض أمام اللجنة شبه مستحيل. ويقرر أعضاء اللجنة المتبقون الاعتذار للجنة طالبين منها إمكانية تمكينهم من موعد آخر . وتنتهي المسرحية التي قدمت في شكل تمرين يظهر تفاصيل كواليس الكثير من الفرق المسرحية التي تشتغل في غياب الهياكل والإمكانيات الكفيلة بخلق النظام في الإنتاج والإبداع معا. وفي حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال فنيش إن المسرحية تندرج ضمن المسرح الذي يستمد مادته التقنية من أشكال الفرجة التراثية، وخاصة من الحلقة وفن الحكواتي إذ تتكون هذه المسرحية من لوحات تختص كل واحدة منها في قضية مجتمعية دون أن تكون لها صلة بمضامين القصة السابقة أو اللوحة اللاحقة. وأوضح أن هذا يعني أن الخيط الناظم للمسرحية ليس قضية واحدة وإنما هو الشكل التقني الذي اختارته المتمثل في تقنية ما يصطلح عليه بالمشاهد المستقلة المعروف بالتعبير الفرنسي "نيميرو". وأشار الفنان عبد المجيد فنيش إلى أن المسرحية تعتمد، من حيث الأسلوب، لغة دارجة مدينية قائمة على اللعب بالمرادفات وفي نفس الآن على النفس الساخر الذي طبع كل "نمرات" المسرحية. ويوضح عبد المجيد فنيش "أن العرض يسلك تقنية التمثيل داخل التمثيل والتباعدية التي يعرف بها التشخيص داخل الحلقة كما شخص لها برتولت بريشت في مسرحه الملحمي". يشار إلى أنه شخص أدوار مسرحية "كواليس فرقة شهراد" الممثلون جمال بنشيبة وأحمد ولد القايد وسعيد بلكدار وطارق بقالي وعبد المجيد فنيش فيما أدار الخشبة محمد تويسة. وكانت الفرقة قد عرضت المسرحية ذاتها الأحد الماضي بخميس الزمامرة