اصطفت بسمة مع زميلاتها في مدرسة "اللهبي" بمكناس لانتظار دورها للاستماع لشروحات إحدى المشرفات على رواق المندوبية السامية للمياه والغابات بالملتقى الدولي الخامس للفلاحة بالمغرب، عن الفلاحة وتربية الماشية، وهي متشوقة لمعرفة التفاصيل سيما أنها استعدت طيلة اليومين الماضيين لزيارة معرض الملتقى. تحمل قلما وأوراق بيضاء وتدون بعض الملاحظات وتستمع باهتمام كبير إلى كل الشروحات التي اعتبرتها مهمة ، خاصة أن بعضها يتناسب مع المواضيع التي تحدثت عنها أستاذتها قبل أيام قليلة في حصة خصصت للمجال الطبيعي والفلاحة وحماية البيئة. تقول الطفلة بسمة (8 سنوات) إنها المرة الثانية التي تحضر فيها للملتقى، والأولى ضمن رحلة لمؤسستها التعليمية، حيث اختارت زيا مناسبا للتحرك بسهولة داخل جميع الأروقة، وهي متشوقة لرؤية بعض أصناف المواشي النادرة القادمة من الخارج أو التي تتم العناية بها داخل المغرب. وأكدت الطفلة بسمة، حين تحدثت لوكالة المغرب العربي للأنباء عن هذه الزيارة، أنها متحمسة للقاء الأطفال القادمين من مدن أخرى والتعرف إليهم وتوعية بعضهم بأهمية حماية البيئة وخطورة التلوث، معبرة عن سعادتها لحضور الملتقى ومشاركة الصغار فرحتهم واستمتاعهم بالاجواء العامة لهذا الحدث الذي وفر فضاءات للأطفال. أما سلمى القادمة رفقة والديها من مدينة فاس فأشارت بلغة بريئة إلى أنها حضرت لزيارة المعرض مع أسرتها للاطلاع على الآلات الفلاحية ومشاهدة الحيوانات النادرة والاستفادة من الفضاءات الخاصة بالطفل التي تقام بمناسبة انعقاد الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب، معبرة عن كامل سعادتها لأنها تحضر لأول مرة وأنها ستحتفظ بذكريات جميلة ستبقى راسخة في ذهنها.
ولا يجد الأطفال أنفسهم غرباء عن الملتقى الذي خصص لهم فضاءات لا تخرج عن نطاق الفلاحة والبيئة، ومن بينها فضاء الطفل الذي يشمل أجنحة تقوم بتلقين الأطفال مبادئ غرس الأشجار والنباتات من خلال ورشات تشرف عليها مربيات ومدربات للوقوف على مراحل إنتاج الطماطم، وأنواع الخضر والفواكه، وتعليم كيفية زرع النباتات في الأرض والتفريق بين الفواكه التي تنبت في الشجرة والتي تنبت فوق الأرض مباشرة. كما يضم الفضاء أجنحة تهم الرسم والتلوين، وقاعة لعرض أشرطة للرسوم المتحركة التي تنادي بالحفاظ على البيئة والمجال الطبيعي، وأخرى لحكي القصص باللغتين الفرنسية والعربية، وقاعة للعب من أجل اختبار ذكاء الطفل ، إلى جانب تلقينهم طرق فرز بعض النفايات وتحسيسهم بأهمية إعادة التدوير، وتعليمهم كيفية زرع بعض المنتوجات في البيت أو الحديقة أو المدرسة التي يدرسون بها لإضفاء ذاتية على تجربة الطفل انطلاقا من العمل على استنبات البذور وسقيها، حيث تتوج كل هذه الأنشطة بتسليم المستفيدين "شهادة المشاركة". كما يقوم الأطفال الذين استفادوا من الفقرات المبرمجة برسم لوحة يعبرون من خلالها عن رؤيتهم والخلاصات التي توصلوا إليها بعد فترة من التكوين والترفيه موضوعها الأساسي الطبيعة والتلوث وحماية البيئة. وأبرزت السيدة إشراق الشرقاوي المسؤولة عن هذا الفضاء أن هناك إقبالا كبيرا على هذا الفضاء الهام الذي يستقطب أطفال من جميع الأعمار والذي يأتون فرادى أو في إطار مجموعات أو رفقة أوليائهم، مشيرة إلى أن العدد يصل يوميا إلى 400 طفل ومن المنتظر أن يرتفع مع نهاية الأسبوع حيث تنظم العديد من المؤسسات التعليمية خرجات للأطفال من أجل زيارة الملتقى الدولي للفلاحة. وأوضحت السيدة الشرقاوي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الهدف من إقامة هذا الفضاء هو تحسيس الأطفال بأهمية المنتوجات الفلاحية في حياة الإنسان، مؤكدة أن المشرفين عليه يعملون على جعل الطفل الزائر للمعرض أكثر استئناسا بالطبيعة والتعايش معها ومعرفة أدوارها والأخطار المحدقة بها بسبب التلوث. وإلى جانب هذا الفضاء يتضمن المعرض فضاء آخر للتنشيط خاص بالأطفال أقامته المندوبية السامية للمياه والغابات، تنظم داخله مسابقات لفائدة تلاميذ المؤسسات التعليمية ،وهي أول قطاع ينفتح على الجانب التربوي وتراهن عليه بالنظر إلى محدودية الجانب التحسيسي، بهدف الرفع من الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة والتنوع البيولوجي والموروث البيئي الذي يعد ملكا مشتركا.